قبل خمس سنوات روى لي صديق من جدة قصة أسرة رجل أعمال تقدم بطلب تأشيرات سفر لإحدى الدول الغربية له ولأسرته ولخادمتين تحت كفالته وأن الكل حصل على التأشيرات باستثناء إحدى الخادمتين وتبين لهم من طبيعة الأسئلة التي طرحت على الخادمة التي لم تحصل على التأشيرة أنها أخبرتهم أنها ذات يوم دخلت مستشفى نفسي في بلادها فلربما كانت هذه المعلومة سببا في عدم منحها التأشيرة.
يقول صاحبي إنه بعد أيام معدودة من رفض منح هذه الخادمة تأشيرة سفر ارتكبت نفس الخادمة جريمة قتل بشعة بحق أهل بيت كفيلها كانت حديث المجتمع، وبقدر حزن الناس على الضحايا إلا أنهم كانوا يسجلون إعجابهم بعمل منسوبي تلك السفارة وحرصها على معرفة من سيدخلون بلادهم بغض النظر عن عددهم وأماكن مجيئهم.
تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ تعليل الخادمة الإندونيسية التي قتلت بوحشية الطفلة (تالا) ذات الأربع سنوات قبل أيام في محافظة ينبع إذ قالت لا أعلم شيئا إنه الشيطان، بمعنى أنها تقول إن الشيطان هو الذي أمرها أو تحكم بها لتفعل ما فعلت بتالا التي بموتها يكاد يلحق بها والداها المفجوعان بالطريقة التي رحلت بها عنهما.
ولعلنا نتذكر أنه ذات يوم ومع كثرة جرائم بعض العمالة من الرجال لدينا، قيل إن مكاتب الاستقدام في بعض الدول ترسل لنا المجرمين وخريجي السجون لتتخلص دولهم منهم ومن شرهم ولتحسن من وضعهم المادي الذي كان سببا في انحرافهم وانحراف أسرهم، وفي هذه الأيام بدأت تطل علينا التأثيرات الشيطانية والعلل النفسية مع كل جريمة بشعة ترتكب بحق حبات القلب وفلذات الكبد في بلادنا.
ما أود قوله إننا في كثير من مسائلنا لا نهتم بتلك التفاصيل التي اهتمت بها السفارة الغربية وأكدت الأيام صحة قرارها، والدليل أن بلادنا تحتضن وترحب بكل من هب ودب في كل ميادين العمل والتخصصات لضياع ذمة عدد ليس بقليل من مكاتب الاستقدام ولضعف القوانين والأنظمة التي يمكن أن تحد من تلك الفوضى وضياع الذمة التي هي من آخر اهتمامات عدد ليس بالقليل من تلك المكاتب.