اختيرت المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، ومع أن الاختيار جاء قبل مدة كافية إلا أنك لا تدري ـ حتى نشرة هذه النقدة ـ هل استعد أبناء طيبة لهذا الحدث؟ وكيف استعدوا؟ ولكنك تستبين ليالي العيد من "عصاريها" السابقة في مدن أخرى اختيرت عواصم للثقافة عربياً وإسلامياً، ومرت المناسبة "ولاحتى تلتفت" بسيناريو أصبح أحفورةً بيروقراطية متحجرة: نملأ الدنيا افتخاراً وكأننا أول وآخر من ينال هذا الشرف! ثم تنطلق حصص "الإنشاء والتعبير" المدرسية بين المثقفين أنفسهم، و"كليشتها" العريضة الفضفاضة: "ماذا يعني لك اختيار (س) عاصمة للثقافة العربية أو الإسلامية؟ ماذا تتوقع وماذا تريد وماذا تقترح؟ وهات يا تصريحات وهات يا مؤتمرات صحفية، أما التلفزيون السعودي فيقوم بدعم جبار لا يدانيه تلفزيون في العالم: فبالإضافة إلى نقل تلك التصريحات والمؤتمرات، والتعليق عليها ومنها وفيها من قبل فرقة "فق إثمك يرزقك الله"، فإنه يضع شعاراً مقابلاً لشعار القناة يذكر بالمناسبة؛ كما يفعل الآن بـ"حج 1433"!
وأما على الأرض فرغم ضخامة الأرقام المعلنة لهذه المناسبة، ورغم إعلان تشكيل "اللجام" ـ جمع "لجنة" ـ التنظيمة المختلفة من استقبال الضيوف ـ ولا تسأل كيف يتم اختيارهم ـ إلى تقديم حقيبة الهدايا التذكارية المصنوعة في الصين رغم موقفها المشين من الشعب السوري، ورغم ما شئت من "رواغم" فإنك لن ترى شيئاً!
فهل تكون المدينة المنورة استثناءً من تجاربنا السابقة؛ استناداً على تاريخها الحافل؛ بوصفها عاصمة الإسلام الأولى في كل شيء؟ ولنقتصر ـ بحكم طبيعة النشرة النقدية ـ على جانب الفن والغناء؛ حيث مازالت "طيبة" بيئته الخصبة، تحتضنه وتنتجه وترعاه وتطوره، منذ سيدنا/ "عبدالله بن جعفر الطيار" إلى حفيده السيد/ "طريف هاشم"! ومنذ المطربة "جميلة" ـ أم كلثوم عصرها الأموي ـ إلى "طلال سلامة"، مروراً بـ"عمر كدرس"، و"غازي علي"، و"معلا المولد"، و"صياف الحربي"!
كل فنون الطرب وصناعة البهجة، من "خبيتي"، و"نقرزان"، و"ينبعاوي"، و"رديح"، و"كسرة"، و"محاورة"، إن لم تنتجها المدينة فلابد أنها مرت بها لتمنحها نكهة النعناع والليمون؛ كما مرَّ "النابغة الذبياني" قبل أن يصبح حكماً في "عكاظ"!
فهل ينعكس ذلك في عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م؟!