لم يتوقع وزيرا "التربية والعمل" وأمين عام الحوار الوطني، أن يخاطبهم الشباب بعبارة "ثقتنا منقوصة"، في ندوة ناقشت محور الشباب والتنمية، في الوقت الذي طالبوهم فيه بمنحهم دوراً أكبر للمساهمة في العملية التنموية، فيما غابت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن الحضور.
وكشف وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، خلال ندوة الحوارات التنموية تحت عنوان "الشباب والتنمية .. قضايا وطموحات" التي نظمتها مؤسسة الملك خالد الخيرية بالرياض أمس، عن قرب إقرار هيئة مستقلة للتعليم خلال الأسابيع المقبلة تهتم بالدرجة الأساسية بالمنهج والمعلم والطالب، علاوة على كونها أداة لتقييم الوزارة، لافتاً إلى أن الدراسة أعدت قبل نحو عام.
وأكد الوزير أن العام الدراسي المقبل سيشهد مزاولة 10 مدارس لمفهوم النشاط اللاصفي بعد نهاية الدوام خلال الفترة من الساعة الثانية ظهرا إلى ما بعد العصر، وتعتمد في الأصل على إشراك الحي الذي يسكن به الطالب مع وجود المعلم والأسرة.
ونوه الأمير فيصل بن عبدالله إلى إطلاق مشروع "المدرسة المتعلمة"، بحيث تكون إدارة المدرسة ذاتياً، مشيراً إلى البدء في تأسيس مجالس طلابية في 7 مدارس على مستوى المملكة تهدف إلى إشراك الطالب في العملية الإدارية التعليمية، وقال الوزير "توصلنا لهذه الفكرة بعد 30 ورشة عمل مع الطلاب خاصة، حيث اعترض أحدهم بالقول "دائما تتحدثون عن المعلم رغم أن المنتج الأهم هو الطالب"، كما عرض على الشباب المشاركين ترشيح عدد منهم لزيارة مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم.
من جانبه واجه وزير العمل المهندس عادل فقيه تلك المطالبات بالكشف عن إطلاق وزارته مشروع المرصد الوطني للقوى العاملة، والذي سينشر قواعد معلومات حول أعداد الفرص الوظيفية المتاحة مقابل الطلب في سوق العمل، إضافة إلى تحديد متوسط الراتب الأول الذي يحصل عليه طالب العمل.
وزير العمل بدوره أعلن خلال الندوة عن إقامة حوار مفتوح بين أرباب العمل والمتقدمين للوظائف، وبحث أبرز مشاكل العمل وعلى رأسها تحديد ساعات العمل، مشيراً إلى وجود مشروع تعاون بين وزارتي العمل والتربية والتعليم يتعلق بإدخال بعض المفاهيم المرتبطة بالعمل للمناهج الدراسية عبر "الإرشاد الأكاديمي".
ولفت فقيه إلى أن وزارته ستعلن الأسبوع المقبل تفاصيل شاملة حول كل ما يتعلق ببرنامج إعانة الباحثين عن عمل "حافز" وأعداد من تم توظيفهم حتى الآن، مشيراً إلى طرح ما يربو عن مليون سيرة ذاتية عبر الموقع الإلكتروني، وإتاحتها لرجال الأعمال.
إلى ذلك، شدد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر على وجود أزمة ثقة تكتنف الحوارات الدائرة في المملكة، مشيراً في ذات السياق إلى أن مشروع توظيف المرأة في المحال النسائية لقي مقاومة شديدة من قبل بعض الأطراف. وقال إن المجتمع يعتبر "مقاوماً للتغير"، إضافة إلى ارتفاع نبرة جلد الذات في المجتمع عند مناقشة قضاياه، داعياً إلى تقنين تلك الحوارات وجعلها في إطار مؤسساتي، وزاد بالقول إن الخلل في المجتمع السعودي يكمن في التناطح الحاد بين الخطاب الديني والإعلامي والمدرسي وهو ما يواجهه الطالب بين المدرسة والبيت والمسجد.
إلى ذلك، بين المدير التنفيذي للإستراتيجية الوطنية للشباب بوزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور صالح الأنصاري أن المملكة تمر بثورة بشرية هائلة قلما تحدث لأي دولة في العالم، فمعدل نمو الشباب إلى سن 15 سنة 20.5% ، وأضاف "الإستراتيجية الوطنية للشباب تأخرت قليلا لكنها وصلت بمشاركة 8 جهات حكومية اجتمعت منذ سنتين ولا زلنا نعمل عليها، انتهينا من التخطيط والآن سنبدأ التنفيذ".
إلى ذلك شاهد وزيرا "التربية والعمل" والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المشاريع التي عرضها الشباب