إذا ما استثنينا بعض الحالات النادرة، فنحن حتماً أحد المجتمعات القليلة في العالم اليوم التي تعامل العمالة المنزلية بإنسانية فائقة.. والذي يقول بغير ذلك إما ظالمٌ لنفسه، أو صاحبَ هوى، أو هو يصف تجربته الخاصة به!

مشكلتنا الأزلية أننا لا نرغب التسويق والدعاية لأنفسنا - وهذا بالمناسبة ينسحب علينا في مجالات كثيرة للأسف - والثانية أننا حين نتعرض للضرر لا نستثمره لصالحنا.. والثالثة أننا حينما نقع في الورطة تتلبسنا التهمة ولا نجيد الدفاع عن أنفسنا!

دعونا - مصداقاً لذلك - نقلب المعادلة في آخر حادثتين بشعتين قرأنا عنهما في مسلسل جرائم العمالة المنزلية في السعودية:

1- سيدة سعودية تقوم بقتل عاملة إندونيسية وتفصل رأسها عن جسدها!

2- مواطن سعودي يغلق دورة المياه على عاملة إثيوبية ويقوم بذبحها بسكين!

هل سيكون التعاطي الإعلامي مع الحادثتين كخبر صحفي والسلام.. أم ستتحولان إلى حادثتين تشغلان الرأي العام في الداخل والخارج.. تماماً كما حدث مع السيدة التي قامت بتعنيف عاملتها قبل سنتين حينما أصبحنا برنامجاً تلفزيونيا في محطات التلفزة العالمية، وتدخلت منظمات حقوق الإنسان الدولية، وتم فتح ملف حقوق العمالة في بلادنا و"اللي ما يشتري يتفرج"!

الجرائم التي ترتكبها العمالة المنزلية في بلادنا يجب نشرها في كل زاوية في العالم.. في بلد العامل نفسه، وفي غيرها من دول العالم.. يجب أن نبدأ من طفلة ينبع البريئة التي فصل رأسها عن جسدها في جريمة مروعة.. يجب أن تتصدر صورتها تليفزيونات العالم.. لأنني واثق أن صورة العاملة القاتلة ستتصدر تليفزيونات العالم حينما يتم تنفيذ حكم الإعدام بها، وستقدم على أنها ملاك طاهر بريء!