مع إطلاق فرع جمعية الثقافة والفنون في المدينة المنورة المهرجان المسرحي الثاني على مسرح إدارة التربية والتعليم الأحد المقبل ولمدة خمسة أيام، يجدد مراقبون أسئلة حول تاريخ الفن في المدينة المنورة، وهل يمكن أن يسهم المهرجان في فتح هذا الملف وإحياء الدينامية التي كانت تميز فنون المدينة المنورة وإنتاجها الإبداعي، خاصة على صعيد موسيقى الطفل وأغنياته التي كان للمدينة سبق الريادة فيها قبل أكثر من ثلاثة عقود، والتي أعيد اكتشافها أخيرا مع ظهور موقع يوتيوب.
مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة عيد بن عبدالله الحجيلي يشير إلى أن المهرجان يهدف إلى دفع حركة المسرح في المملكة وخلق آفاق جديدة واكتشاف المواهب المسرحية الشابة وتشجيع المبدعين من فناني المسرح ومنتجيه العاملين في الساحة على التنافس الخلاق من أجل تحقيق مسرح أصيل وممتع يتبنى آمال المجتمع ويعزز قيمه النبيلة ويشارك في صنع مستقبل أفضل للوطن والمواطن، وتحفيز الفرق المسرحية في المدينة المنورة بخاصة وفي المملكة بعامة على تطوير عروضها المسرحية وملاحقة التيارات المسرحية المتجددة على مستوى الفكر والأداء والتقنية، واستثمار المسابقة لفتح قنوات الشراكة مع مؤسسات المجتمع والتواصل مع شرائح المجتمع المختلفة والإسهام في إشاعة ثقافة الفن المسرحي وخلق بيئة اجتماعية مشجعة للإبداع ومحرضة عليه، منوها إلى أن اللجان قد انتهت من أعمالها واتخذت كافة الترتيبات بالتعاون مع عدد من القطاعات.
المهرجان سيشهد تقديم خمسة عروض مسرحية من داخل المدينة وخارجها، إضافة إلى مسابقة المدينة للعروض المسرحية القصيرة، ستشمل أفضل عرض متكامل، وأفضل مخرج، وأفضل أداء جماعي، وأفضل ممثل أول، وأفضل ممثل ثان، وأفضل نص، وأفضل إضاءة، وأفضل ديكور، وجائزة لجنة التحكيم. كما يشهد المهرجان ورشة عمل في أساسيات التمثيل والإخراج المسرحي يقدمها المخرج راشد الورثان.
وكان فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة قد نال أخيرا لقب أفضل عرض مسرحي متكامل عن عمله (سفينة الأصدقاء) وحصل الممثل وائل الحربي على جائزة أفضل ممثل ثان في مهرجان مسرح الطفل الأول الذي نظمته في الرياض وزارة الثقافة والإعلام.
وشكر مدير الفرع عيد الحجيلي لجنة المسرح بقيادة الفنان بادي التميمي على ما تقدمه من جهود في تطوير الأداء المسرحي بالمدينة المنورة واكتشاف المواهب.
وتطرح المسرحية قصة لسفينة تبحر بين الموانئ والشطآن، يقودها القبطان الطيب الذكي الذي يعمل مع أفراد طاقمه بكل حب ومودة، ومساعد القبطان (خبطوط) خفيف الدم، الذي يتصنع المعرفة والقوة، وبالآخر يظل طيب القلب، ومعهم الطباخ (سردين)، الذي يشاركهم سفينتهم، وأثناء تجوالهم وإبحارهم يلجأ إليهم الفتى (سعدون) هاربا من سفينة القراصنة، والذي يقتحم السفينة بحثا عن سعدون، فيجابهونه بذكائهم ويتغلبون على كثرة عدد القراصنة بدهاء القبطان ومجموعته، وكل ذلك يجري بقالب كوميدي وسط أجواء الفرح والضحك.
والمسرحية من تأليف وإخراج فهد الأسمر، وتمثيل كل من عادل بخش، ووائل الحربي، وفهد الأسمر، وأحمد المطيري، ومازن المطيري، وحازم الجهني، ومحمد مشهور، ورامي العلوي، ومحمد عناني، وينفذ المؤثرات الخارجية كل من يوسف برناوي (مؤثرات الإضاءة)، ويوسف القايدي (فني الديكور)، ووائل الحربي (تأليف وتلحين الأغنية والموسيقى)، وعادل بخش مساعد مخرج ومنفذ ديكور.