سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش اليمني في هجوم مباغت شنته جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن على موقع عسكري في محافظة أبين، انتقاماً لمصرع القيادي البارز في تنظيم القاعدة فهد القصع المطلوب للولايات المتحدة والمتهم بالمشاركة في الهجوم على المدمرة الأمريكية كول بمدينة عدن العام 2000 في غارة جوية نفذتها طائرة بلا طيار أول من أمس في محافظة شبوة.
وأكدت مصادر رسمية سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلاً و27 جريحاً، إضافة إلى أسر 28 آخرين، مشيرة في تصريحات لـ "الوطن" إلى أن العشرات من مسلحي التنظيم هاجموا فجر أمس 3 مواقع عسكرية تابعة للواء 115 مشاة المرابط جنوب مدينة زنجبار، فقتلوا عدداً كبيرا من الجنود بينهم قائد كتيبة المدفعية، كما استولوا على عتاد حربي ثقيل ومتوسط بما في ذلك دبابات ومدافع هاون ومضادات أرضة وكمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر. وأكد مصدر طبي في مستشفى باصهيب العسكري بمدينة عدن لـ "الوطن" وصول جثث 30 جندياً وأن العدد في تزايد مع وصول عشرات الجرحى من الجنود والضباط إلى المستشفى.
وأفادت مصادر محلية بأن المسلحين اشتبكوا مع قوات الجيش في مواجهات استمرت ساعات وانتهت بسيطرة المسلحين على المواقع الثلاثة قبل أن يستعيد الجيش موقع الكتيبة الثانية بعد معارك ضارية مع مقاتلي التنظيم. وأكدت أن الإسناد الجوي اختفى للمرة الأولى حيث لم تشهد المنطقة أية غارات جوية، فيما أكدت مصادر عسكرية أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد زار صباح أمس قاعدة الديلمي العسكرية وأصدر قراراً فورياً بإقالة قائد اللواء السادس طيران.
وتجيء المواجهات الأخيرة انتقاماً لمقتل القيادي بالقاعدة فهد القصع الذي اغتالته طائرة من دون طيار أميركية في محافظة شبوة، وهو ما اعتبر ضربة قاضية للتنظيم. وأكدت وزارة الدفاع أن القصع قتل مع أحد مرافقيه عندما كان يقود سيارته. وقال شهود إن 4 صواريخ سقطت على السيارة فدمرتها وقتلت من فيها.
من جانب آخر شهدت مدينة رداع أمس مواجهات مسلحة عنيفة بين مسلحين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة ودوريات عسكرية، مما أدى إلى مقتل 6 جنود وإصابة آخرين.