توعَّدت الحكومة السودانية التجار الذين يقومون بتهريب الغذاء والمحروقات إلى دولة الجنوب بغرض الاستفادة من ارتفاع الأسعار هناك، وأكدت أنها أعطت أوامر صريحة لقواتها على الحدود بين البلدين بإطلاق النار مباشرة على أي سيارة تحاول عبور الحدود، ووصفت في بيان تهريب الغذاء والنفط إلى جوبا بأنه "جريمة لا تقل بأي حال من الأحوال عن مد العدو بالسلاح". وكانت السلطات قد أعلنت أمس عن ضبط عشرات الشاحنات المتجهة إلى جوبا. وحذَّرت من أسمتهم "ضعاف النفوس والمغامرين من مغبة التمادي والاستمرار في ممارسة عمليات التهريب".

في سياقٍ آخر جدَّد الرئيس السوداني عمر البشير التزام حكومته بإنشاء علاقات إستراتيجية مع شعب الجنوب وقال في تصريحات أمس "رغم التعديات التي ارتكبتها حكومة الجنوب على أراضينا وسيادتنا وتعكيرها للأجواء بصورة سافرة وتجاوزها للحدود المعترف بها دوليا، فإن كل ذلك لن يجعلنا نحيد عن نظرتنا المستقبلية، ونحن ننظر ببصيرة إلى العلاقات الراسخة بين الشعبين". أضاف "هناك دوائر سعت وتسعى لجرنا إلى أتون الحرب ونحن واعون بذلك وندرس كيف سيصير سعيها وتخطيطها إلى بوار".

إلى ذلك رفض الحزب الوطني الحاكم في الخرطوم الخريطة الجديدة التي اعتمدتها دولة الجنوب والتي ضمَّت منطقة هجليج التي شهدت الشهر الماضي قتالاً حامياً بين الدولتين، وقال القيادي في الحزب إبراهيم غندور "التصرف الجنوبي بمثابة تعدٍ سافر على السودان وحدوده، وتلك الخطوة ستؤثر على أي مفاوضات قادمة بين البلدين".