استفاض الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحديث عن دعمه للثورات في العالم العربي، من أجل ترسيخ الديموقراطية في هذه البلدان وإزاحة كابوس الديكتاتوريات عن صدور شعوبها، وأشاد بما أنجز من عمليات انتقال للسلطة من أنظمة قمعية إلى أنظمة ديموقراطية عبرت عنها صناديق الاقتراع؛ نتيجة عمل مستمر وجاد، وأنه لا بد من الحذر من تصادم الطغاة والمتطرفين المتضررين من هذا التحول.

كلام أوباما أنعش لدى الكثيرين من المستمعين، الثورة على من استباح الأرض والعرض، ودنس المقدسات، وشرد أبناء الأرض الحقيقيين، وهو ما لم يتطرق إليه أوباما بالعمق الذي كان منتظرا منه.

المحطة التي تحدث من منبرها الرئيس الأميركي، شغلتها القضية الفلسطينية على مدى عقود طويلة، ولم تنته بعد، طالما أن حقا مسلوبا لم يعد إلى أصحابه.

لم تأخذ القضية الفلسطينية حيزا واسعا من خطاب الرئيس، ما عدا تأكيده على حل الدولتين، فيما استفاض في غيرها من الملفات العالمية، مما يعني أن مسألة الصراع العربي الإسرائيلي مؤجلة إلى مرحلة لاحقة في أجندته، ربما ستكون في دورة رئاسته الثانية إذا ما عاد إلى البيت الأبيض في 6 نوفمبر المقبل، فيما وجدنا في خطابه دفاعا عن دولة إسرائيل وليس إدانتها، وكأن من كان يسمعه، شعر مدى الخوف من اللوبي الصهيوني في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان أبنائها ممن نذروا أنفسهم لخدمتها وخدمة قضايا الفلسطينيين، وليست بحاجة إلى منبر هو صنيعة من أنتج اغتصاب فلسطين.