شكل قرار إبعاد رئيس نادي الوحدة السابق جمال تونسي عن الرياضة لمدة 5 سنوات، وهو القرار الذي أصدرته لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم أول من أمس، سابقة، الأمر الذي أعاد الذاكرة لحكاية ابتعاد رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي التي غلفت باستقالة رسمية بعد أن أنفق نحو 300 مليون ريال في الرياضة السعودية.

وشدد مسؤولون وإعلاميون على أن مثل هذه القرارات يجب أن تكون واضحة، بحيث تنشر بنود اللوائح القانونية بالتفصيل أمام الوسط الرياضي للتعرف على أي أساس بنيت العقوبة، كما نبه البعض الآخر إلى أنها ظالمة، لأنها قست على من لم يبخل بماله وجهده على الأندية المحلية في سبيل تطويرها، وأن الدأب عليها سيؤدي مستقبلاً إلى هروب الداعمين مالياً ومعنوياً من عالم كرة القدم في المملكة خشية التعرض لمثل هذه العقوبات المجحفة على حد قولهم.

ويقول المستشار العام لصحيفة "الرياضي"، رئيس تحريرها السابق عبدالعزيز شرقي إن القرار لا يوصف فقط بالمجحف بل إنه ظالم في حق تونسي، وقال "لم يرتكب الرجل وهو يتعرض لهذه العقوبة القاسية تهمة تخل بالأمن والقانون، ولا يوجد أي مكان في العالم يصدر مثل هذه العقوبات، فعلى ماذا اعتمدت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم في إصدار قرار كهذا، وهي ليست المخولة به، وليست المرجع له، إنما وزارة الثقافة والإعلام السعودية، كونه صرح على قناة تلفزيونية، وإن كان من حقه أن يصرح ويدافع عن ناديه، كما تفعل "الانضباط" عندما تدافع عن حقوقها". وتساءل "كيف نريد من رجال الأعمال كرؤساء أندية وأعضاء شرف دعم الأندية المحلية، إذا كنا سنعاقبهم بهذه الصورة المشينة، وهم ينفقون ملايين الريالات لتطويرها، وأتساءل: المبلغ الذي فرض على تونسي (172.500 ريال)، من سيستفيد منه، وهل الدولة في حاجة إليه؟". ويضيف "أما الإبعاد عن ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 5 سنوات، فالمفترض ألا يتخذ بحق رجل رياضي، بل فاسد ثبتت عليه عملية فساد في حق مجتمعه وبلده، وقبل جمال تونسي كان الضحية رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي الذي أنفق على النادي ولاعبيه أكثر من 300 مليون ريال في عطاء ينعكس إيجابياً على تطوير الرياضة السعودية، ثم استبعد أو تمت مضايقته ليبتعد وخسرت الكرة السعودية رمزاً من رموزها الداعمين، وهي بهذه الطريقة لن تجد مستقبلاً داعمين لها مادياً أو معنوياً أو شرفياً، فقد (انفرطت السبحة)".

وحول تصريحات تونسي التلفزيونية التي كانت خلف معاقبته بحجة إساءتها لاتحاد القدم ولجانه، قال الشرقي "أعتقد أن جمال تونسي رجل غير بسيط وخبير في المجال الرياضي ولا يمكن أن يتحدث في أمور ليس متأكدا منها، وقد تطرق لنقاط في صلب الرياضة، ولا شك أنه يملك الأدلة، ولكن لجنة الانضباط لن تقتنع بما يقدمه من أدلة لأنها "مبيتة النية" لإبعاده عن الرياضة، لهذا أرجو أن تتم الغربلة من جديد وتصفية وإبعاد وجوه واستقطاب أخرى قادرة ومحبة للعمل، وتملك مؤهلات رياضية، ولديها ثقافة كروية، حتى لا ندور في حلقة مفرغة بعد كل هذه الترتيبات الأخيرة للانتخابات والآراء المطروحة، ولا يجب أن تتغير المناصب والمواقع وتبقى الأسماء نفسها".

وختم شرقي بتوصية تونسي بألا يسكت عن المطالبة باستعادة حقه، وأن يلجأ إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يثق أنه عندما يقابله لن يخرج إلا وقد حكم له بالعدل.

من جهته، طالب المستشار الخاص للرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر لجنة الانضباط باتحاد الكرة بتوضيح المواد التي اتخذت قرارها بناء عليها ليعرف الرأي العام والجماهير الرياضية صحة قرارها، حيث لم يحدث أن شهدت الرياضة السعودية إبعاد أحد رجالاتها من ممارسة أي نشاط لمدة طويلة تبلغ خمس سنوات. كما طالب ابن ناصر وسائل الإعلام السعودية بنشر اللوائح القانونية للجنة الانضباط التي استندت عليها للاطلاع على تفاصيلها. واستغرب ابن ناصر أن يصدر القرار في وقت يعيش فيه أبناء مكة المكرمة الفرح ابتهاجاً بمناسبة سعيدة على قلوبهم هي تأهل فريق الوحدة لمصاف أندية دوري زين للمحترفين السعودي لكرة القدم.