لا أملك إلا أن أبدي عجبي وحيرتي، كلما وقعت عيني على إعلان قناة "ميلودي أفلام" الفضائية، وما يحمل في مضامينه من سيناريوهات إيحائية موغلة في الفجور.

ومرد تعجبي، أن احترام المشاهد والأسرة العربية لم يعد في وارد أو حسبان أي من القائمين على هذه الفضائية، وهم في سعيهم الحثيث إلى حشو الفضاء بكل ما يخطر ببالهم، وبصرف النظر وغض الطرف عما يحمل هذا الحشو من مضامين أو رسائل أو أفكار، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، يحيرني ويثير تعجبي، الصمت شبه المطبق من نجوم ومشاهير الفن الدرامي والسينمائي من كلا الجنسين، الذين تصفهم تلك الإعلانات، بنعوت غير لائقة، وتساويهم بفتيات الليل ومن يعملون بتجارة الرقيق الأبيض.

فسلسلة إعلان "يا وديع...." المتنوعة وما تحمله في جعبتها من صور وفلاشات، تبرز النجمات أو من يحاولن أن يضعن أرجلهن على بداية طريق الفن والنجومية، بأنهن مجرد سلعة رخيصة، وفتيات لا يملكن من الموهبة إلا الجسد الجميل الرخيص، والذي يتحول فوراً إلى ملك مباح للمنتج صاحب المال، والذي يقرر أيضاً كم سيمنح هذه الفتاة من أدوار وما إذا كانت ستلعب بطولة مطلقة أم دورا ثانويا، وذلك ليس بناء على ما تملكه من موهبة بكل تأكيد وبكل أسف، وهو ما يجعل المشاهد يسيء الظن بهذه الشريحة من نجوم الفن، وبكل من دار في فلكها.

وفي صورة أخرى مشوهة لجمال ما نحب أن نرسمه في مخيلتنا لهؤلاء النجوم من ذكور وإناث، نرى كيف يتعامل هذا المنتج، مع مساعده أو مع المخرج أو مع كاتب السيناريو، وكأنه عبارة عن "أراجوز"، يمكن إقصاؤه واستبداله بطرفة عين!.

هل هذا حقاً ما يجري وراء الكواليس في عالم النجومية والسينما والتمثيل والفن والإنتاج والإخراج؟.. أم أنها سيناريوهات واهية لا أصل لها في الحقيقة؟.. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا هذا الصمت المطبق ممن تطالهم التهم من نجوم ومشاهير، يتم تشويه صورهم الجميلة المرسومة في عقولنا ومخيلتنا في كل لحظة، ودون أن نسمع منهم أي تعليق أو شجب أو رفض لهذه الصور المبتذلة؟.

شيء أخير، يستفزني ويحيرني في هذه السلسلة المبتذلة من إعلانات "ميلودي"، وهي "أم الأجنبي"، والتي لا تحتاج إلى ضليع في اللغة لنعلم أن ما قبلها سقط بالضرورة وجوباً، وهو لفظ يروج لقدح ومسبة فجة بحق الآخر، فهل هذا ما نرجوه من فضائياتنا العربية، وهل هذه هي الرسالة التي تحرص "ميلودي" على تقديمها للأجيال؟.