• والدنيا من حولك "بصمات", تخيل فقط أن للبصمة "لونا" أو "أثرا" واضحا، كيف سيكون المشهد؟ ستبدو وكأنك تنظر للدنيا من شاشة "آيباد" أخذتها للتو من يد طفلك الملطخة بعصير الفراولة! الامتياز الوحيد للبصمات الملونة هي أنك ستتأكد بشكل قاطع أن أبناء الجيران كانوا في ضيافتكم قبل قدومك، فبصمات الأصابع بنكهة الشكولاتة التي ستتوزع على جدران بيتك ستكون دلالة أكيدة على ذلك!

•"محمد العريفي" لا ينفك ينادي بـ "ضع بصمتك" في برنامجه الشهير أسبوعيا! شركات "الأشمغة" تستبدل قبل كل "عيد" أحد خطوط منتجها بخيط أعرض، ثم تملأ الدنيا بإعلانات "بصمتها" الجديدة! فيما بصمة الـ DNA سيكون لها القول الفصل لإثبات نسب طفل لوالده, بعد أن أهداه المستشفى مولودا آخر وقدم مولوده هدية لعائلة من دولة أخرى! الدوائر الحكومية طالتها هي الأخرى حمى "البصمات" فأضحت تهدد موظفيها بتطبيق نظام "البصمة" الإلكتروني لمراقبة حضورهم وانصرافهم, في خطوة تختزل كل ما يقدمه الموظف في "وقت حضور" و"وقت انصراف" بغض النظر عما يقوم به بينهما! فيما لا تأتي مفردة "بصمة العين"، التي تزمع الجوازات السعودية تطبيقها على الوافدين، إلا مع مفردة "قريبا"، والله وحده يعلم تاريخ انفكاك المفردتين عن بعضهما!

•بصمة للأصبع وثانية للعين وأخرى للشفاة ورابعة للأذن وخامسة للرائحة وسادسة وراثية، أما دعواتي المتوالية فهي أن يكثف العلماء جهودهم لاكتشاف بصمة "ضمير"، وذلك لمكافحة عمليات تزوير "الضمير" التي تجد رواجا كبيرا، والتي طالت مشاريعنا ومناقصاتنا وبنيتنا التحتية وخططنا المستقبلية، فأحالت مشروعا عظيما بنصف مليار ريال إلى آخر مهترىء بخُمس القيمة، بعد أن خضع لعمليات قص ولصق وبيع بالباطن!

• "وقد كان له بصمة مميزة"، العبارة السابقة هي أفضل تزكية لمسؤول ارتحل عن منصبه، الجميل هو أن يكون له بصمات مميزة حقا! أما المؤسف فهو الاستخدام الجائر لهذه العبارة حين تأتي مقرونة بمسؤول كانت بصمته اليتيمة تغيير أثاث مكتبه الفاخر بآخر أكثر فخامة!