غيب الموت أسطورة كرة القدم الأفريقية والنيجيرية رشيدي يكيني، عن عمر يناهز 49 عاما، بعد معاناته من مرض عقلي خلال العامين الأخيرين.
وينتظر أن يتم تشييع جثمان اللاعب الدولي المسلم خلال ساعات القليلة المقبلة في مسقط رأسه قرية أوفا بولاية كوارا النيجيرية.
ونال يكيني الذي سبق له الاحتراف في صفوف فريق الشباب السعودي، شهرة واسعة في ملاعب كرة القدم الأفريقية والدولية، بعدما قاد منتخب نيجيريا للدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم في الولايات المتحدة الأميركية عام 1994.
كما عرفت جماهير الكرة العربية والأفريقية اللاعب، الذي كان معروفا بقوة بنيانه الجسدي وسرعته، لدرجة أن البعض أطلقوا عليه اسم "القاطرة البشرية"، بعدما حصل على لقب أفضل لاعب في القارة الأفريقية مرتين، كما توج بلقب هداف القارة مرتين أيضا.
وبدأ يكيني مشواره في ملاعب كرة القدم عام 1982، في نادي "يونايتد نيجيريان تكستلز"، أحد أندية الدوري النيجيري، قبل أن ينتقل للاحتراف في صفوف فريق "أفريكا سبورتس ناشيونال" في ساحل العاج، ثم انضم إلى فريق "فيتوريا سيتوبال" البرتغالي عام 1990.
بعد ذلك تنقل اللاعب النيجيري في عدد من الأندية الأوروبية، أبرزها "أولمبياكوس" اليوناني، و"سبورتنج خيخون" الإسباني، و"زيوريخ" السويسري، كما انضم أواخر عقد التسعينيات من القرن الماضي، إلى نادي "الشباب" السعودي.
خاض يكيني 58 مباراة دولية مع منتخب بلاده "النسور الخضر"، أحرز خلالها 37 هدفا، وبعدما أعلن اعتزاله اللعب عام 2003، عاد مرة أخرى إلى الملاعب لفترة قصيرة في العام التالي، مع فريق "جيتواي"، الذي يلعب بالدوري النيجيري.. وسيظل احتفاله بالهدف الذي سجله في منتخب بلغاريا أثناء نهائيات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأميركية راسخا في أذهان ملايين عشاق كرة القدم، حين احتضن الشباك وحدثها بلغته بعد تسجيل الهدف.
وشارك يكيني للمرة الأخيرة في كأس العالم عام 1998 في فرنسا، لكنه لم يُحقق نفس إنجازات عام 1994 حيث كان النسور الخضر في مرحلة إحلال وتبديل.
اشتهر يكيني بالالتزام الديني حيث كان يذهب للمسجد بعد انتهاء التدريبات طيلة مسيرته الكروية، كما أنه كان من أشد أعداء الصحفيين لرغبته الدائمة في البقاء بعيدا عن الأضواء بخلاف عدد من لاعبي كرة القدم المحترفين من نيجيريا، وسيظل يكيني يُذكر بهذه الأخلاق الرفيعة للاعب كرة قدم متواضع بدأ مسيرته كجامع للكرات خلف المرمى ثم تحول لأبرز هداف في تاريخ أبطال أولمبياد أتلانتا 96.