أكدت نائبة القنصل للشؤون الثقافية في القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية بجدة سيدي دوارك أن الولايات المتحدة ترى قيمة كبيرة في التبادل الثقافي بين السعودية وأميركا، مؤكدة أن الجامعات الأميركية ترحب كثيرا بانضمام أكبر عدد من الطلاب السعوديين إليها وأن وجودهم في هذه الجامعات يعد فرصة كبيرة لكي يتعرف الطالب السعودي على نظيره الأميركي والعكس كما يتعرف كلاهما على ثقافة البلدين.

كما اعترفت دوارك بطول فترة انتظار الحصول على التأشيرة الأميركية خاصة في فصل الصيف ومواسم السفر، وذلك على الرغم من التحسينات التي اعتمدتها الحكومة الأميركية مؤخرا.

"الوطن" التقت دوارك أثناء حضورها المهرجان التجاري والثقافي الأميركي الثاني المقام حاليا في أبها وأجرينا معها الحوار التالي:

ما رأيك في التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة؟

أعتقد أن لدى الولايات المتحدة والمملكة تاريخا طويلا من التبادل الثقافي. لقد عاش أكثر من ربع مليون أميركي في السعودية منذ تأسيسها ولعبوا دورا حيويا في التنمية. كما أن أجيالا من الأطباء والمهندسين والطيارين السعوديين وغيرهم تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة وهذه هي الروابط التي جمعت الزمن والمسافات. لقد تلقيت تعليمي في جامعة بواشنطن العاصمة وغالبا ما ألتقي أشخاصا هنا يعرفون أصدقاء لي في الدراسة وغالبا ما أقابل أناسا هنا يكون لدينا أصدقاء مشتركون.

ومن وجهة نظري كدبلوماسية ومسؤولة في قسم الشؤون الثقافية بجدة، فغالبا ما ندعو المحاضرين والفنانين الأميركيين إلى المملكة. كما أن المملكة لديها برامج قوية للتبادل الثقافي والتي من خلالها يتم تعزيز وتسليط الضوء على الثقافة والتاريخ السعوديين لنشرها في أقطار العالم. كما أن هناك من السعوديين المميزين الذين يجولون الولايات المتحدة لنشر أعمالهم المميزة مثل نعمة النواب الشاعرة والكاتبة السعودية التي تقوم حاليا بجولة في الولايات المتحدة لتوقيع بعض الكتب وإلقاء المحاضرات.

كما أننا يجب أن نتذكر دوما أن ملايين الزوار يحضرون إلى المملكة كل عام لأداء الحج والعمرة ففي العام الماضي حضر 14000 أميركي لأداء فريضة الحج. كل زائر من هؤلاء الزوار يقدم فرصة للتبادل الثقافي. المملكة تتمتع بميزة مهمة وهي أن أشخاصا عدة من جميع أنحاء العالم يأتون إلى المملكة على مدار السنة وخصوصا خلال موسم الحج والعمرة. من ناحية أخرى فإن آلافا من الطلبة السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول العالم يعتبرون سفراء الثقافة للمملكة في هذه البلدان ويقدمون لزملائهم في الجامعات والكليات العالمية ثقافة وتاريخ المملكة.

ما الأهداف من تنظيم المهرجانات الأميركية في مناطق عدة من المملكة؟

تنظم السفارات والقنصليات في العالم مثل هذه المهرجانات الثقافية والتجارية في البلدان المضيفة. ونحن بذلك نريد أن نسلط الضوء على علاقاتنا الثنائية القوية والمستمرة عبر مجالات متنوعة وكثيرة. وهدفنا من هذه النشاطات هو تعزيز وتقوية العلاقات الثقافية والاقتصادية بين بلدينا وشعبينا.

فخلال زيارته لأبها العام الماضي، وعد السفير الأميركي جيمس سميث بتنظيم وإقامة مهرجان ثقافي وتجاري آخر هنا في أبها، وها نحن نوفي بوعده لأهالي أبها والمناطق القريبة منها.

ما الجهود التي تبذلها السفارة والقنصليات العامة لتسهيل حصول الطلاب على التأشيرات؟

إذا كنت تود السفر إلى الولايات المتحدة كرجل أعمال أو طالب أو سائح سوف تحتاج إلى تأشيرة ستجد سفارتنا في الرياض وقنصليتينا العامتين في جدة والظهران على استعداد لمساعدتك. لقد زادت أعداد التأشيرات بشكل كبير في السفارة والقنصليتين. فإذا ركزنا على تأشيرات الطلبة فقط نجد أنه في العام 2005 أصدرنا 2166 تأشيرة لطلاب سعوديين في المملكة 370 منها لنساء. وفي العام الماضي أصدرنا 28359 تأشيرة بما فيها 6664 لنساء. تصل نسبة الطلاب المتقدمين للحصول على تأشيرات 26% من إجمالي عدد المتقدمين. في جدة استأنفنا الخدمات القنصلية في صيف 2010. موظفونا المحليون والأميركيون يعملون بجد لتلبية الزيادة الكبيرة في العدد. وفي السنة المالية السابقة ساعدت قنصلية جدة العامة 23929 متقدما للحصول على التأشيرة الأميركية والعدد في تزايد مستمر كل شهر. وإذا واصلنا على الحالة الراهنة نتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من 30000 مقابلة في جدة مع نهاية العام الحالي، أعلى عدد على الإطلاق. ومع كل هذه التحسينات ما زال هناك فترة انتظار للحصول على التأشيرة وخصوصا خلال موسم الصيف وذروة السفر. أريد أن أُذكر رجال الأعمال والطلاب على التخطيط مبكرا، بأنهم إذا حاولوا البدء في إجراءات طلب الحصول على التأشيرات قبل 60 يوما من موعد السفر فستكون لديهم فرصة 97% للحصول عليها.

هل يعتبر استقطاب الطلبة السعوديين إلى أميركا هدفا استراتيجيا، وهل تعتبر الولايات المتحدة نفسها مسؤولة عن ذلك؟

إن السعوديين الذين يختارون الدراسة في الولايات المتحدة يبدؤون تبادلا ثقافيا مرحب به في أميركا. إنها فرصة للطلبة السعوديين للعيش لفترة طويلة والدراسة في الولايات المتحدة حيث تتاح لهم فرصة التعرف على مجموعة متنوعة من الأميركيين مما يفسح المجال أمامهم في تكوين آرائهم الخاصة حول الولايات المتحدة. ليس هذا فحسب بل إنهم يصبحون سفراء الثقافة لبلادهم ويمنحون الأميركيين فرصة لمعرفة المزيد عن المملكة العربية السعودية وشعبها. ترى الولايات المتحدة قيمة كبيرة في هذه التبادلات الثقافية.

ما هي نصيحتك للطلاب المستقبليين؟

نصيحتي للطلبة السعوديين هي أن يكونوا على بينة من إجراءات القبول للكليات أو الجامعات. إن هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار الكلية أو الجامعة أو التخصص. كما أن نظام التعليم في الولايات المتحدة يختلف كثيرا عن النظام في المملكة ويمكن أن يلزمكم بعض الوقت للتكيف البيئي والأكاديمي. وأخيرا أنصحهم بالالتقاء مع أناس جدد وتكوين صداقات جديدة وهذا من من أفضل ما يحصل عليه الطلبة عند تحصيلهم العلمي في الخارج.