غني عن القول إن شهرة الفنان "راشد الماجد" تجاوزت حدود المملكة والخليج إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.. سمعت السكان المحليين في قرى جبال الريف، شمال غرب أفريقيا، يرددون أغانيه رغم عدم فهمهم لمعانيها!
لا شك أن ذكاءه أسهم بشكل كبير في أن تتجاوز شهرته الحدود بمسافات طويلة.. والذكاء يشمل أشياء كثيرة منها اختياره لكلمات وألحان خاصة لأغانيه. الرجل يدرك تماماً ما الذي يريده الجمهور.. ولذلك أعتبره شخصياً أبرز أنموذج حي لنظرية "الاستخدامات والإشباع" إحدى أبرز نظريات الإعلام. اهتمامات ورغبات الجمهور هي التي تفرض وتحدد نوعية المُنتج سواء أكان مسلسلا أم أغنية أم برنامجا أم غير ذلك.. بحيث تصبح كل هذه المنتجات رهنا لاهتمامات المتلقين ورغباتهم وتوجهاتهم.
راشد الماجد - بعيدا عن الدخول في الحكم الشرعي للغناء - فنان مؤدب.. ابتعد بنفسه وفنه عن المهاترات.. مخلص لفنه وهوايته.. ولديه ملايين المعجبين ولسنا بحاجة لإثبات ذلك، لكن مشكلته الوحيدة - كغيره من مشاهير الفن المحلي - أنه ما يزال يفتقد لأي دور اجتماعي حقيقي.. لا يستثمر الفنان السعودي شهرته لخدمة مجتمعه، ولا أعرف السر حتى الآن!
الفن - بالقيد والشرط - عنصر فاعل مؤثر في عمليتي البناء والهدم.. ينشر الوعي، ويعزز القيم الفاضلة، بل ولا يقل عن بقية النخب البشرية الأخرى.. وسبق لي، قبل أربع سنوات، أن طالبت الفنان "راشد الماجد" بصفته أكثر الفنانين السعوديين انتشارا، بأن يستغل تأثيره على الشباب بتوجيههم عبر أي طريقة، لكنني لم أعثر على أي شيء حتى الآن.. لماذا.. لا أدري.. "احترنا يا راشد معاك"!