حمد جويبر- جدة


تنتابني حالة من الإحباط عندما أرى صبيا يقف مترنحاً إذا سئل عن موقع قصر شبرا أو المصمك أو المربع أو أي معلم تراثي آخر، فهو لا يعلم أن لها ضروبا ممتدة من التراث القديم، فيتعجب بشدة عندما يعرف ذلك. لماذا لا نُحوّل ذلك التعجب إلى استقرار ويقين وثبات وفخر، بأن لنا في بلادنا مواقع تراثية يصعب نسيانها وضرورة أن نتذاكرها عبر الأجيال؟

هناك الكثير من أبنائنا الذين لديهم نهم ومعرفة توّاقة لجماليات الآثار في بلادنا، ولكن حلقة الاتصال ضعيفة، لأن الواقع المقروء ليس كالمرئي. ولو كانت هذه التجربة عياناً أمامهم لشاهدنا مدى احتفاظهم بهذه القيم، وإن حاولت أن تختبرهم في معلومات عنها فإنهم سيجيبونك عن ظهر قلب لأنهم استشفوها بكل حبٍ واطمئنان.

رحم الله خالد زارع الإعلامي المُحنك الذي اقترب من قلوب الأطفال الصغار وعرفهم ببقاع الوطن وما تحويه من آثار نيّرة، عرف كيف يبسط لوحات الآثار والوطن في قلوبهم عن طريق الجولات بسيارته الخاصة، فصال وجال ليكون تذكرة العبور التعارفية بالمناطق وتراثها.

هذا الذي يحتاجه أبناؤنا.. الوقوف على التراث بلغة مرئية أكثر من التعارف عليها قرائيا من خلال المدرسة، فقيمته تعتبر إضافة لتفوقهم ومجالا عذبا لإخصاب مستودعات تفكيرهم بمنائر الاعتزاز والتقدم.