- لا أقصد بالعنوان إسقاطه على حال بعض شبابنا الذين أساؤوا لأنفسهم ومجتمعهم ببعض التصرفات الخاطئة أثناء الاحتفال باليوم الوطني حين قام بعضهم بـ(التفحيط) وإغلاق الشوارع وإزعاج الآخرين ومضايقة المارة وعدم إعطاء الطريق حقه الذي أمرنا به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.. فأولئك ومع إقرارنا جميعا بتجاوزاتهم التي تستحق وقفة صارمة وحازمة من الجهات المسؤولة كي لا تتحول أفراحنا إلى أتراح إلا أنهم ليسوا موضوع نقاشي في هذه الزاوية الرياضية كما أنه ليس من حق أي إنسان - وأولهم كاتب هذه السطور - سلب وطنية أحد حتى لو أساء التصرف.

- ما أقصده تحديدا هو موضوع التشكيك في الوطنية الذي يثيره بعض المنتمين للوسطين الرياضي والإعلامي حين يشارك أي فريق من فرقنا خارجيا.

- في الأسبوع الماضي جاءت مشاركاتنا (بالجملة) حيث شاركت خمسة فرق سعودية خارجيا (الاتحاد والهلال والأهلي والاتفاق والفتح) وقد سمعنا بكثرة عبارة (ما عندك وطنية) عند إعلان أي مشجع سعودي رغبته بهزيمة فريق سعودي آخر..!!

- قد يرغب المشجع الاتحادي بهزيمة الهلال والأهلي وقد يتمنى المشجع الهلالي خسارة الاتحاد والأهلي وقد يشجع الأهلاوي الفريقين الصيني والكوري ضد الاتحاد والهلال.. كلها أمور ممكنة بل إنني لن أجافي الحقيقة إن قلت بأنها أمور واقعة وحادثة بالفعل حتى وإن حاول بعضنا تجميل الواقع وتزييفه.. ولكن هل يمكن أن ينتقص هذا الأمر من وطنية من يفعل ذلك..؟!

- بالتأكيد لا وألف لا.. لأنه لا علاقة للوطنية بالتشجيع الرياضي بل ولا علاقة لها بالعمل الرياضي من الأساس.

- اللاعب الكوري الجنوبي في صفوف الهلال (يو بيونج سو) لعب المباراة الماضية مع الهلال (السعودي) ضد أولسان (الكوري) وسيلعب المباراة القادمة أمام ذات الفريق (الكوري).. فهل يعتبر خائنا لوطنيته لأنه (شارك ولم يشجع فقط) ضد فريق يمثل بلده..؟! بالتأكيد لا يمكن أن يقول ذلك عاقل.

- حتى على الصعيد العالمي كلنا يتذكر هدف الإسباني (فرناندو توريس) قبل أشهر قليلة بشعار تشلسي الإنجليزي في مرمى برشلونة الإسباني والذي كان السبب في خروج الفريق الكتالوني من دوري الأبطال.. ومع ذلك لم يقل أحد أنه (خائن).

- وقبله سجل (مسعود أوزيل) اللاعب التركي الأصل ذو الجنسية الألمانية هدفا لمنتخبه ألمانيا في شباك بلده تركيا دون أن يثير ذلك أحدا ضده بل على العكس فقد تم أخيرا تسمية شارع في مدينة ديفريك التركية وبالتحديد في محافظة زونجولداك باسم اللاعب حيث إن (مسعود) نشأ في هذا الشارع برفقة عائلته التركية، وقد قال رئيس بلدية المدينة (أوزيل ابننا ومن الطبيعي القيام بهذا الأمر وتسمية الشارع باسمه).

- وفي أميركا الجنوبية منبع الجنون والهوس بكرة القدم والتعصب من أجلها نجد أن الحالات المشابهة كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مدرب منتخب تشيلي (كلاوديو بورجي) وهو أرجنتيني الجنسية وقد خاض أكثر من مباراة كمدرب ضد منتخب بلاده وسعى لهزيمته.. فهل يمكن اعتبار ما يفعله أمثال هؤلاء في العالم أجمع ضد الوطنية..؟!

- اتركوا الجماهير تشجع ما تريد وتتمنى الفوز لمن تشاء ولا تقحموا الوطنية في ميول رياضي هو أقل بكثير من أن يُحكَم على الشخص من خلاله في أي أمر من أمور الحياة فكيف في أمر الوطنية..؟!