علت أصوات التكبير والتهليل أمس في محافظة الخرج، عندما أعلن الشيخ دحيم بن عبدالله بن عبدالهادي الطليان، العفو عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى، داخل ساحة القصاص وبدون أي مقابل، قبل لحظات فقط من إعمال سيف السياف على عنق الجاني، سليمان بن راشد الدوسري، الذي قتل ابنه بعصا إثر مشاجرة بينهما قبل عامين ونصف.
وبعد إنزال الدوسري إلى الساحة لتنفيذ حد الله فيه، وقبل قراءة البيان، تقدم والد القتيل معلنا تنازله عن قاتل ابنه دون أي مقابل مادي، طالبا الأجر من الله تعالى، لترتفع أصوات التكبير والتهليل داخل ساحة القصاص قبل أن يقوم المعفي عنه "الدوسري" وبمجرد فك الرباط عن عينيه بتقبيل والد القتيل والدموع تنهمر ما بين لحيته البيضاء مكثرا من الدعاء له.
وأوضح الشيخ الطليان لـ "الوطن" أن تنازله عن قاتل ابنه جاء لوجه الله تعالى، رغم الأموال الكثيرة التي عرضت عليه سابقا والتدخلات التي تمت من قبل أعيان ومشايخ محافظة الخرج، متمنيا أن يتقبل الله تنازله صدقة لولده المتوفى، وأن يسجل في ميزان حسناته.
وأوضح عدد من نزلاء عنبر "سجن الخرج" والذين ودعوا الدوسري بالدموع واستقبلوه بها أيضا بعد العفو، أن الدوسري كان من أميز النزلاء ومحافظا على صلواته، بل إنه وقبل أن يتم أخذه لساحة القصاص كان صائما.
من جانبهما شكر كل من مدير شرطة الخرج العقيد إبراهيم بن عبدالله النشار ومدير سجن الخرج العقيد مبارك محيا السليس، الشيخ دحيم الطليان على تنازله عن قاتل ابنه في ساحة القصاص ودعوا له بالقبول.