نجاح المؤسسات وإخفاقها في تحقيق الأهداف المنوطة بها، يعتمد على ما تنتهجه تلك المؤسسات من أساليب في إدارة عملها؛ فالاعتماد على الأساليب التقليدية من شأنه تحقيق الهدف حسب معطيات البيئة وظروفها وأحكامها، فيما تتضاعف فرص النجاح والفاعلية إذا ما وجد الدعم والمساندة والتشجيع من الإدارة العليا لتلك المؤسسات.
لمست هذا المعنى أثناء زيارة سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود لمحافظة الزلفي مؤخراً، فهي وإن كانت قصيرة من حيث الوقت المخصص لها، إلا أنها كانت كبيرة في معانيها ومخرجاتها، وما حملته من المضامين المهمة في تشجيع العاملين ورفع روحهم المعنوية، وزيادة مستوى الإنتاجية والجودة في الأداء، فتوجت هذه الزيارة الجهود، وأرست الثقة، وحفزت الجميع، وعكست مدى اهتمام المسؤولين وحرصهم ودعمهم لكل الجهود التطويرية القائمة، حيث أبهر سموه الجميع بما يحمله من هم التربية، وانطلاقه بفكر عملي ورؤية تطويرية شاملة وخلاقة، نحو مستقبل مشرق لأبناء الوطن؛ يتواكب مع متطلبات العصر، ويعمل على بناء شخصية الطالب بناءً وطنياً وتربوياً متوازناً، كأحد أهم المسؤوليات التي تضطلع بها وزارة التربية والتعليم في منظومة عملها.
لفت انتباهي خلال جولة سمو وزير التربية والتعليم على مدارس المحافظة؛ اهتمامه بتفاصيل الميدان التربوي، ووقوفه على جل المرافق في هذه المدارس، باعتبارها محاضن الطلاب ومصانع الرجال تربية وتعليماً، كذلك اهتمامه بالفصول الدراسية وتجهيزاتها التقنية، وتفقد المعامل والمقاصف والساحات والصالات وغرف المعلمين والمكاتب الإدارية والمرافق المساندة، وكان حريصاً على مصافحة الطلاب وزرع القيم الإيجابية لديهم، وتحدث معهم عن تطلعاتهم وأفكارهم واحتياجاتهم وملحوظاتهم، فرسم بذلك صوراً ذهنية رائعة؛ كان من أبرز ملامحها التعامل الراقي، وإشعار الطلاب بمكانتهم الحقيقية.
وعندما نتحدث عن هذه الشخصية الممتلئة شعوراً بالمسؤولية، أجده من المهم أن أسلط الضوء على جانب آخر تحققت فيه العديد من المنجزات لوزارة التربية والتعليم منذ أن تولى سموه دفة القيادة فيها، وهي برامج ومشروعات وزارية ذات صبغة إدارية وتطويرية شاملة، لعل من أبرزها: (مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وتطبيق نظام المقررات، والمشروع الوطني الشامل للمناهج، ومشروع العلوم والرياضيات، ومشروع تطوير اللغة الإنجليزية، وتوحيد الإجراءات بين إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات، والتوسع في مرحلة رياض الأطفال، وبرنامج نور، وبرنامج فارس لإدارة الموارد الإدارية والمالية، والمجالس الاستشارية للمعلمين، وجائزة الوزارة للتميز، وتنفيذ أكبر حركة نقل خارجي للمعلمين، وتطبيق التشكيلات المدرسية والإشرافية)، وغير ذلك من المشروعات والجهود الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في أداء وزارة التربية والتعليم.
ختاماً.. لا يسعني إلا أن أقول: هنيئاً للوطن بوزير يتدفق حماساً نحو تطوير قطاعه، هنيئاً للوطن بمسؤول يحمل بيده وفكره لواء الجودة والإتقان وتحسين مخرجات مسيرتنا التعليمية والتربوية.