تعال لنتصارح ونفكر بصوت مسموع: لك الحق أن تغضب من وزارة المالية، لكن ما علاقة وطنك بذلك؟! لك الحق أن تحتج وتغضب من الذين حولوا (حافز) إلى ذل وإهانة لك.. لكن ما علاقة الأرض التي تحتضن أجساد آبائك وأجدادك بذلك؟! لك الحق أن تُحبط من وزارة الصحة لكن ما علاقة التراب الذي تتنفس هواءه بذلك؟! ولك الحق أن تشكو وزارة الثقافة والإعلام لكن ما علاقة الأرض التي ترعرعت فوقها بذلك؟! لك الحق أن تنتقد وزارات العمل والتجارة والتربية والتعليم.. اغضب على من تشاء.. خاصم من تشاء.. انتقد ما تشاء.. قاطع من تشاء.. وجه أصابع الاتهام نحو من تشاء.. لكن دع الوطن بعيدا عن كل هؤلاء وهؤلاء!
الوطن أسمى من الجميع.. كل هؤلاء راحلون ويبقى الوطن.. كل هؤلاء زائلون ويبقى الوطن..
أعلم أنك ستقرأ اليوم شيئا من ذلك.. ربما تكون قرأت ذلك قبل اليوم.. ربما ستقرأه يوم غدٍ.. فإن كان، فهذا مؤشر جيد.. هذا يعني أن هناك من يتفق معي أن الوطن ليس له علاقة بذلك.
نحتفل باليوم الوطني لكن في جيب كل واحد منا كشف حساب لما قدمه لهذه الأرض.. نحتفل باليوم الوطني لكننا نعتبره فرصة حقيقية لتقييم علاقة المواطن مع المسؤول.. تقييم علاقة المؤسسة مع الأفراد.
دامت قلوبكم خضراء تنبض بالحب والوفاء والعطاء.