قد تبهرك الاحتفالات، وتشدك المهرجانات، فهنا أغان وأناشيد وهناك عرضات ورقصات، قنوات ومحطات وإذاعات، برامج وحلقات واستطلاعات، وصفحات ومواقع وندوات، وها أنت في يوم الوطن تحتفي وتباهي وبأعلى الصوت تنادي "يا سلامي عليكم يا السعودية..".
في يوم الوطن كلام كثير وكثير، ينبغي أن يتجاوز الاحتفال المشروع والمرغوب والمطلوب إلى حالة تعزيز للوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية والعنصرية والفئوية، وأن يكون هاجسك الأول هذه الوحدة وهذا الأمن وهذا الأمان.
تحيط بنا حروب وفوضى وموت ودخان، وعلى بعد منا ظلم وطواغيت وأصنام، ورائحة الموت تفوح من كل مكان، والنعمة التي نحن فيها وعليها ينبغي في يوم الوطن قراءتها جيدا وقراءة معطيات أسبابها واستمرارها، وألا نفكر البتة بأي شكل من أشكال التعاطف أو التجاذب مع من يزعمون أن التغيير والإصلاح مفتاحه الموت والدمار والخراب، أولئك من يحرضون وفي الخارج قاطنون، وعلى وتر الطائفية يراهنون.
نحن الوطن ونحن الحكومة ونحن الشعب، ونحن المنظومة القادرة على الأخذ والعطاء والحوار والإصلاح والتطوير والتنمية، ونحن بفكرنا وأفكارنا ومن أبناء أرضنا نزرع ثمرات مستقبلنا ونبني لبنات غدنا بالكيفية التي نريد، وبالآلية التي نرتضيها تحت راية التوحيد وعلى نهج النصح والتعاون لا غير ذلك.
في يوم الوطن نتذكر أن كل الأبواب مفتوحة أمامنا للتغيير المنشود والإصلاح المطلوب، وفق هدى ديننا الحنيف وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
في يوم الوطن نتذكر حجم المنجزات وحجم الطموحات ونراهن على أننا نحن القادرون في كل يوم وطني من كل عام أن نحصي ما أنجزنا وما أضفنا لوطننا في عام مضى.
في يوم الوطن نتذكر فارق الأيام والشهور والسنوات، وما إذا كنا نسير للأمام أم ما زلنا نراوح في المكان؟
في يوم الوطن كلنا بصوت واحد نفدي هذا الوطن ونسعى لعمل كله إخلاص وولاء يضع بلادنا في المكان الذي يستحقه.
في يوم الوطن غنوا وأنشدوا وتباهوا وغردوا، ولكن ليكن دائما العنوان الأبرز أمامنا هو وحدتنا الوطنية، التي ينبغي عدم التفريط بها البتة وعدم إعطاء أي شخص أو جهة أو دولة فرصة للتشويش علينا حيالها، أو الطعن والتشكيك بها، أو العمل على تفكيكها تحت أي داع.