يبدأ خلال أيام قادة العالم بالتوافد إلى الأمم المتحدة لحضور افتتاح الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في تصريح له إن النقاشات هذا العام ستكون من بين أكثر النقاشات نشاطا في تاريخ الأمم المتحدة، وهذا يعكس الأوقات المضطربة التي نعيش فيها. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة، يتوقع أن رؤساء دول وحكومات ووفود على مستوى عال من 123 دولة سيحضرون افتتاح الجمعية العامة والنقاشات التي ستجري في سبتمبر. وسيتركز النقاش في جلسات الأمم المتحدة على الوضع في سورية الذي قال بان كي مون إنه يتدهور. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي "سيستمر في مساعيه الدبلوماسية لإطلاق عملية التغيير في سورية".

في الوقت الذي يخرج التصعيد فيه بين الحكومة والمتمردين عن السيطرة أكثر وأكثر، ليس من الواضح للآخرين كيف تستطيع الدبلوماسية أن تطلق عملية التغيير. لكن كلمات الأمين العام للأمم المتحدة القوية وقوله إن سورية سوف تكون المحور الرئيسي للنقاش خلال القمة لم تترك أي شك بأنه حريص على مشاركة جميع الأطراف في وضع حد لهذه الأزمة قريبا.

في مؤتمر صحفي عقده في 19 سبتمبر، قال بان كي مون إن على الجانبين – الحكومة والمعارضة السورية - أن يضعا حدا للصراع المسلح. وأضاف كي مون "أعتقد أن الأساليب العسكرية لن تقدم حلا. هذا يجب حله من خلال الحوار السياسي الذي يعكس الطموحات والإرادة الحقيقية للشعب السوري".

المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لا يزال في المنطقة وقد التقى مع الرئيس الأسد وقادة من المعارضة السورية وسيقدم تقريرا أوليا عن اجتماعاته في سورية للجمعية العامة في الأسبوع القادم. الإبراهيمي يفترض أن يكون في نيويورك يوم السبت وسيقدم تقريرا لمجلس الأمن حول اجتماعاته في سورية والجامعة العربية. بعد ذلك ربما يكون له ولأعضاء مجلس الأمن استراتيجية سيتم نقلها إلى السلطات السورية لحل هذه الأزمة.

بالطبع فإن القضية الهامة الأخرى التي سيتم نقاشها خلال اجتماعات الجمعية العامة هي خطر الإرهاب النووي واتفاقية منع الانتشار النووي. عندما يأتي النقاش إلى القضية النووية، فإن إيران هي التي ستتعرض لضغوط لتوضيح نشاطاتها النووية، وهي تخضع لعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي. التعاون بين إيران ودول مجموعة 5+1 تعرضت لمطبات كثيرة ولم تحقق أي تقدم ملموس. العقوبات القوية على الاقتصاد الإيراني والحظر النفطي سببا شلل الاقتصاد الإيراني.

في المؤتمر الصحفي، سأل صحفي الأمين العام للأمم المتحدة حول التوتر في الشرق الأوسط حول البرنامج النووي الإيراني، ولماذا يطلب من إيران فقط فتح منشآتها النووية فيما لا يطلب من إسرائيل السماح بتفتيش منشآتها النووية. السيد بان كي مون رد بأن القضية حاليا تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وأن مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت قرارات تتعلق بالملف النووي الإيراني.

وفي الشأن الإيراني أيضا، من اللافت أن موضوع الملف النووي الإيراني يطغى على موضوع انتهاء الفترة الرئاسية الثانية لمحمود أحمدي نجاد وإجراء انتخابات رئاسية في إيران قريبا. الوقت يمر بالنسبة للرئيس الإيراني الذي ستنتهي ولايته الثانية خلال أشهر، وربما يكون لديه شيء هام يقوله في آخر رحلة رسمية له إلى نيويورك.

التحدي الآخر في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو الإساءة الأخيرة التي تعرض لها المسلمون بسبب الفيلم سيئ السمعة "براءة المسلمين" الذي يسيء إلى النبي (محمد صلى الله عليه وسلم). الفيلم من إنتاج شخصي وقد وضعت مشاهد ترويجية منه على موقع "يوتيوب"، الأمر الذي أغضب المسلمين في شتى أنحاء العالم. في ليبيا، تسبب هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بمقتل عدة أشخاص بمن في ذلك السفير الأميركي في ليبيا. التوتر في العالم الإسلامي لا يزال عاليا ومن المهم أن تعمل الدول الغربية على تخفيف حدة التوتر خاصة في هذه الفترة التي تعتبر فترة يقظة عربية.

القضية الهامة الأخرى في مداولات الجمعية العامة ستكون أفغانستان. مع رحيل القوات الأميركية من أفغانستان في 2014 وإجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية في نفس الفترة، سيكون هناك تحد كبير أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. تأمين أفغانستان في هذه الفترة الحرجة على أعلى مستوى وضمان احترام حقوق الإنسان يعتبر في أعلى سلم الأولويات قبل انسحاب القوات الأميركية.

لكن مما لا شك فيه أن نجم الدورة الـ67 للجمعية العامة سيكون الرئيس المصري محمد مرسي حيث إن كثيرين ينتظرون الالتقاء معه وسماع خطابه في الجمعية العامة يوم الأربعاء القادم. أيضا لا شك أن الرئيس أوباما لديه الكثير ليقوله في خطابه الذي سيلقيه يوم الثلاثاء القادم في الجمعية العامة. فبالنسبة له أيضا يعتبر هذا المنبر هاما لأنه سيتوجه إلى الانتخابات الأميركية في نوفمبر.