يقبل عدد من سكان الرياض على شراء مياه الآبار الجوفيّة التي يستثمر فيها أصحاب صهاريج يوقفونها في مواقع متعددة وسط الأحياء وعلى الشوارع الفسيحة، وتباع بمبلغ يتراوح بين ريال وريالين لملء القنينة الواحدة.

ورصدت "الوطن" هذه التجارة التي وإن كانت ليست بجديدة لكنها آخذة في التوسع خاصة مع بدء "القيظ" وارتفاع درجات الحرارة في العاصمة وزيادة استهلاك المياه، حتى لا يكاد يخلو حي من وجود هذا النشاط الذي تتباين فيه آراء السكان بين مؤيد لوجوده للهرب من غلاء قنينات المياه، حيث توفر عليهم قرابة 75 % من سعرها في السوق، وبين متحفظ لوجودها ما لم تكن المياه المباعة بالفعل مياها جوفيّة صالحة للاستهلاك وخاضعة لإشراف الجهات المعنيّة. ولوحظ أن بعض هذه الصهاريج مزودة بـ"فلاتر" لتنقية المياه قبل ضخها في قنينات الزبائن، في حين يختلف المصدر الذي تجلب منه من منطقة وأخرى، وذات الأمر يحدث في السعر بين موقع وآخر حسب المنافسة، فحينما يزداد عدد الصهاريج في الموقع يباع ملء القنينة الواحدة بريال فقط، وفي مواقع أخرى بريالين.

وقال أحد العمالة الذين يشرفون على تعبئة مياه آبار التقته "الوطن" بأحد أحياء شرق الرياض يدعى فردوس إسماعيل إن مياه الآبار الجوفيّة يتم جلبها من خارج العاصمة ويشرف على بيع حمولة الصهريج الذي تفرغ حمولته في اليوم التالي للتعبئة ويكسب مبلغا يتراوح بين 300 و 400 ريال في كل حمولة، لافتا إلى أن زبائنه يتنوعون بين مقيمين ومواطنين، وغالبيتهم متقدمون في السن يحرصون على شراء هذه المياه الطبيعية التي تجلب من الآبار مباشرة ولا تتعرض للإضافات الكيميائية.

ويشير عمالة التقيناهم في موقع آخر إلى أنهم حريصون على نظافة صهاريجهم باستمرار ويزودونها بفلاتر متطورة لتنقية المياه حين تعبئتها، كما أن الآبار التي يجلبون المياه منها خاضعة مياهها لمراقبة الجهات المعنية، وبالتالي لا يتردد الزبائن في طلب مياههم لثقتهم بصلاحية المياه المباعة. فيما قال المواطن سعود العتيبي إن وجود مثل هذه الصهاريج له إيجابيات كثيرة بشرط التأكد من صلاحية هذه المياه، مشيرا إلى أن زبائنها مهووسون باقتناء المياه الطبيعية العذبة لاستخدامها في الشرب وإعداد المأكولات والمشروبات، كما أن بعض الزبائن يفضلون الشراء منها هربا من غلاء سعر المياه التجارية المباعة في الأسواق التي لا يقل سعر القنينة منها عن 5 ريالات، بينما تباع بريال واحد أو ريالين بواسطة هذه الصهاريج، وبالتالي توفر عليهم مبالغ مالية جيدة، خاصة الأسر الكبيرة التي تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه بشكل يومي.