شهد أمير منطقة عسير، رئيس مجلس أمناء كرسي الملك خالد للبحث العلمي الأمير فيصل بن خالد مساءَ أمس بفندق قصر أبها اللقاء العلمي الثاني لتاريخ الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله، تحت عنوان "التطور الاقتصادي للمملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود", والذي ينظمه الكرسي، بحضور رئيس مؤتمر العالم الإسلامي الدكتور عبدالله نصيف، والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، والإعلامي الدكتور بدر كريم وعدد من الباحثين.

وأكد المشرف على الكرسي الدكتور حسن الشوكاني أن مرد الاعتزاز بهذا الكرسي عوامل عديدة؛ يأتي في مقدمتها كونه يحمل اسم قامة وطنية غالية، أسهمت بجهد وافرٍ في مسيرة البناء والعطاء في هذا الوطن، فكان من واجبِه علينا – رحمه الله – أن نكرس جزءاً من الدراسات والبحوث واللقاءات العلمية والمؤتمرات لتوثيقِ تلك الجهود الممتازة توثيقاً علمياً دقيقاً.

وأضاف قائلا: تحقيقاً لهذه الرسالة قدم الكرسي عدداً من المؤلفات والدراسات المعمقة، وعقد عدداً من الندوات والمؤتمرات، ونظّم عدداً من المحاضرات واللقاءات العلمية، مقدما شكره لأمير عسير الذي أحاط الكرسي بالدعم التام والاهتمام والرعاية والتوجيهات الصائبة.

ثم أوضح الدكتور بدر كريم من خلال كلمة المشاركين، أنه لا يدعي المعرفة التامة والإحاطة بكل ما يتعلق بمسيرة حياة الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز, ولكنه شرف بهذا من مؤسسة الملك خالد إذ إن حياة الملك خالد تحتاج إلى كتابة متمادية في الصدق والصراحة. وأشار إلى معاصرة هذا الملك لحادثة اقتحام الحرم المكي الشريف، التي استغرقت 16 يوما، وكذلك الثورة الخمينية، والحرب الأهلية اللبنانية، وإنقاذ اللبنانيين باتفاق الطائف، بالتعاون مع ولي عهده الملك الراحل فهد بن عبد العزيز رحمه الله. وأضاف: عرفتُ الملك خالد عن قرب، منذ كان وليا للعهد، عندما كلفت بتسجيل كلمته للمواطنين، بعد مبايعته فور استشهاد الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله. وقال: ما أن استهل قراءة الكلمة، حتى راح يجهش ببكاء مر، الأمر الذي اضطرني إلى التوقف عن التسجيل, واستمر بكاؤه المر لستِّ محاولات تسجيل.. في المحاولة السابعة ضبط أعصابه، واستعاد هدوءه إلى حد ما فتلا الكلمة، لكنه انخرط في نوبة بكاء طويلة بعد إغلاق التسجيل.

وعرج كذلك على مقولة مشهورة للملك خالـد قائلا: لا يستغربنّ أحد منكم أن يـزجر الملك خالد ابنته الأميرة موضي بقوله "ويش شايفين نفسكم عليه؟".. وهذه تعتبر بديهية من فضائل الملك خالد.

وفي نهاية اللقاء، كرم أمير عسير الباحثين والمشاركين في هذا اللقاء العلمي الهام.

من جهة أخرى، التقى أمير منطقة عسير أمس، برئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة عسير، سعد بن عبدالله الغزيري, حيث اطلع سموه على تقرير مفصل عن أعمال الفرع للعام المنصرم والذي تضمن موجزا عن أعمال الهيئة ودوائرها الخارجية.

وثمن أمير عسير ما قطعه فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في إنجاز أعمالها، متطلعا إلى زيادة عدد الأعضاء بشكل عام في جميع الدوائر الداخلية والخارجية وتوفير المباني المناسبة لطبيعة أعمال الهيئة لكون بعضها مباني مستأجرة من خلال إنشاء مبان على الأراضي المخصصة للهيئة.


الجلسات تناقش مشاريع  التطوير والتنمية


تواصلت جلسات اللقاء العلمي الثاني لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز "التطور الاقتصادي للمملكة في عهد الملك خالد" بحلقة نقاش قدمها نائب المدير العام للشؤون الخارجية بمؤسسة الملك خالد الخيرية رياض العبدالكريم شارك فيها كل من رئيس مؤتمر العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري والإعلامي الدكتور بدر بن أحمد كريم تحدثوا من خلالها إلى العديد من النقاط في حياة الملك خالد - رحمه الله - من الجانب الاقتصادي والإنساني والخطط الخمسية التي أقرها – رحمه الله - آنذاك.

ثم بدأت أمس الجلسات ورأس الجلسة الأولى أستاذ كرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية الدكتور عمر بن صالح العمري تحدث فيها الدكتور عبدالله بن حاسن الجابري عن المؤشرات الاقتصادية في عهد الملك خالد والذي يعد من أحد قادة المملكة الذين أسهموا في تطورها وتحقيقها لكثير من الإنجازات التنموية والاقتصادية والاجتماعية خلال فترة حكمه (رغم قصرها).

أما الدكتور عبداللطيف بن عبدالله دهيش فقد تحدث عن دور الملك خالد في مشاريع التطوير والتنمية في الحرمين الشريفين تطرق من خلالها إلى إكمال التوسعة الأولى للمسجد الحرام، وتتمثل في المشاريع التطويرية بالمشاعر المقدسة.

عقب ذلك تحدث الدكتور محمد عبدالله السلمان عن عناية الملك خالد بالقرآن الكريم وعلومه في عهده، كما شارك الدكتور صالح بن رميح الرميح ببحث بعنوان عن الإنفاق التنموي ودوره في تطوير التعليم الجامعي وزيادة فرص التوظيف الحكومي في عهد الملك خالد.

ثم تحدث الدكتور عبدالرحمن العريني عن البنوك المتخصصة - الصناديق - في عهد الملك خالد صندوق التنمية العقارية أنموذجا" دراسة تاريخية حضارية" حيث تناول الباحث جانبا من التطور الاقتصادي للمملكة، ويبرز مظهر من أهم مظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الفترة في مجال الإنفاق الحكومي على قطاع من أهم القطاعات الخدمية للمجتمع السعودي وهو قطاع الإسكان.

عقبها تحدث زهير بن عبدالله الشهري في بحثه عن سياسة الملك خالد الاقتصادية ودورها في تحقيق الإنجازات التنموية في عهده.

عقبها بدأت جلسات الجلسة الثانية والتي ترأسها الدكتور عبدالله بن حسين الشريف حيث تحدث الدكتور عبدالعزيز راشد السنيدي عن ملامح التنمية الزراعية في منطقة القصيم في عهد الملك خالد، ثم ألقى الدكتور نبيل عبدالجواد سرحان قراءة في فكر الملك خالد بن عبدالعزيز في مجال الصناعة، عقبها ألقى الدكتور محمد السكاكر عن تطور الطرق في القصيم وأثرها على التنمية الزراعية.