بسم الله الرحمن الرحيم.. أمر ملكي؛ رقم: (2716)، وتاريخ: 17 /5 /1351هـ, بعد الاعتماد على الله، وبناءً على ما رُفع من البرقيات من كافة رعايانا في المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها، ونزولاً على رغبة الرأي العام في بلادنا، وحباً في توحيد أجزاء المملكة العربية، أمرنا بما هو آت:
المادة الأولى: يحول اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها، إلى اسم "المملكة العربية السعودية"، ويصبح لقبنا بعد الآن "ملك المملكة العربية السعودية".
المادة الثانية: يجري مفعول هذا التحويل اعتباراً من تاريخ إعلانه.
المادة الثالثة: لا يكون لهذا التحويل أي أثر على المعاهدات والاتفاقات والالتزامات الدولية، التي تبقى على قيمتها ومفعولها، وكذلك لا يكون له تأثير على المقاولات والعقود الإفرادية، بل تظل نافذة.
المادة الرابعة: سائر النظامات والتعليمات والأوامر السابقة، والصادرة من قبلنا، تظل نافذة المفعول، بعد هذا التحويل.
المادة الخامسة: تظل تشكيلات حكومتنا الحاضرة، في الحجاز ونجد وملحقاتها، على حالها الحاضرة مؤقتاً إلى أن يتم وضع تشكيلات جديدة للمملكة كلها، على أساس التوحيد الجديد.
المادة السادسة: على مجلس وكلائنا الحالي الشروع حالاً في وضع نظام أساسي للمملكة، ونظام لتوارث العرش، ونظام لتشكيلات الحكومة، وعرضها علينا، لاستصدار أوامرنا فيها.
المادة السابعة: لرئيس مجلس وكلائنا أن يضم إلى أعضاء مجلس الوكلاء فرداً أو أفراداً من ذوي الرأي، حين وضع الأنظمة السالفة الذكر، للاستفادة من آرائهم، والاستعانة بمعلوماتهم.
المادة الثامنة: إننا نختار يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ، الموافق لليوم الأول من الميزان، يوماً لإعلان توحيد هذه المملكة العربية، ونسأل الله التوفيق.. صدر في قصرنا في الرياض, في هذا اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351هـ، التوقيع: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل السعود.
ما مضى من أسطر كان صدىً كريماً لاجتماع نخبة من أبناء منطقة الحجاز في مدينة الطائف حيث تدارسوا وضع العباد والبلاد, وبعد اجتماعات عدة رفعوا التماساً إلى جلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها ـ رحمه الله ـ للموافقة على توحيد معظم أرجاء الجزيرة العربية تحت اسم: المملكة العربية السعودية، وأبرقوا إلى إخوانهم في أنحاء البلاد طلباً للمشاطرة والمساعدة في تحقيق أمنيتهم.. تبدلت الحياة في البلاد بعد الأمر الملكي الكريم, وكان لشخصية صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز, وفهمه للواجبات المدنية الدور الأكبر في إنقاذ الدولة من العقبات التي اعترضت بناء الكيان, وواكبت مراحل التكوين منذ بدء الإنشاء وحتى إعلان الوحدة.. نِعم الخير والأمن والأمان والاستقرار والازدهار وغيرها مردها إلى ذلك اليوم الذي وحد الله ـ سبحانه وتعالى ـ فيه هذه البلاد على يد موحدها ـ أسكنه الله الجنة ـ وما علينا جميعاً فيما علينا إلا المحافظة على هذا الإرث الحضاري العظيم الذي قدمه الملك عبدالعزيز للأجيال من بعده على طبق من ذهب، وطريق المحافظة عليه يأتي في صور متعددة؛ أهمها تماسك أبناء هذا الوطن وحمايته من العابثين والمتربصين والحاقدين, والتعاضد على أن نظل أقوياء شامخين, والتعاهد على تحقيق آمال قائد البلاد؛ خادم الحرمين الشريفين, وولي عهده الأمين ـ حفظهما الله تعالى ـ في وطن يكافح أبناؤه الفساد والمفسدين, وفي بيئة تتصف بالنزاهة، والشفافية، والصدق، والعدالة، والمساواة.
غداً يوم مُضيء وجميل يستحق الإجازة والاحتفال.. وكل يوم والوطن والمواطنون, والزوار والمقيمون بخير.
"موطني عشت فخر المسلمين عاش المليك للعلم والوطن".