بعض المدراء عبء على إداراتهم، ووجودهم يعطل العمل ويؤخر المعاملات.. لأنهم لم يستوعبوا من تعريف كلمة "المدير" إلا أن المسؤولية تقع عليهم وخافوا منها، ولم يدركوا أن وجودهم جاء لتسيير العمل وتنظيمه وتجويده..!

بعض المدراء لا يعي معنى كلمة "مدير" ولا يعلم بواجبات حاملها ولا صلاحياته، لذلك كثير منهم يفشل في إدارة العمل وينجح في تكدّس المعاملات وإنشاء المستودعات وزيادة أرفف قسم الأرشيف...! المدير.. الذي لا يُوقّع على المعاملات إلا بعدما أن يرفع الهاتف على مسؤول أعلى منه لا يستحق أن يكون مديراً، بل يكفيه مسمى "مراسل"..! المدير.. الذي يطلب منك خطاباً قبل أن يسمع حاجتك من إدارته لا يصلح أن يُسمى مديراً، بل يصلح أن يسمى "معقب" معاملات في الوزارة..!

المدير.. الذي يحتاج لعدة موظفي سكرتارية لتنظيم دخول المراجعين عليه لا بد أن يعلم أن إدارته للعمل فاشلة، ولم يوزع العمل والصلاحيات بالشكل المطلوب على أقسام إدارته! المدير.. الذي أمضى 20 عاماً على الكرسي ولم يتغير في إدارته سوى المباني يستحق التقاعد عاجلاً غير آجل..! المدير.. الذي لا يفكر إلا بالحضور والانصراف قبل أن يدرس نتائج العمل وإنتاجية العاملين، شخص أناني يخشى على كرسيه من الزوال، وسبحان من لا يدوم سواه. المدير.. الذي لا يخالط موظفي إدارته لن ينجح، لأن هؤلاء هم أدواته لتحقيق أهداف عمله.

ورغم أن المدير في مؤسسات الدولة هو "موظف كُلف بإدارة مجموعة من الموظفين لمساعدتهم في خدمة المواطن والوطن"، إلا أن البعض حوله إلى "موظف سُلط على مجموعة من الموظفين لعرقلة العمل وتعقيد المواطن والإساءة للوطن". ولو كان هناك اختبار "قياس وقدرات" لمدراء الإدارات والمؤسسات الخدمية لكانت "الفضايح بجلاجل"!

(بين قوسين) يستحق كلمة "مدير" من تشعر بغيابه دون أن تدخل إدارته.