ارتأت حملة "ركاز" القيمية التي تتخذ هذا العام شعار "صحبتك سمعتك" في 6 مدن سعودية، أن تقدم نصائحها لتعزيز الأخلاق بين الشباب بطريقة مختلفة ومغايرة هذه المرة، بالاعتماد على أبطال موقع الفيديو العالمي المعروف بـ"اليوتيوب"، عبر نجوم من الشباب السعودي الذين ذاع صيتهم بين جماهير المجتمع المحلي، والذين حققوا نسب مشاهدات عالية تجاوزت مئات الآلاف.
الأمين العام لركاز المملكة أحمد بن حكم عسيري، وصف الخطوة بأنها تأتي ضمن سياق "استراتيجية الطرح المتنوع"، الموجه للشباب، الذي يقوم على معادلة تقديم "المنتج الأخلاقي" بصورة متميزة ومرغوبة لدى الشريحة الرئيسية في المجتمع ومقبولة لديهم.
وقال لـ"الوطن" "دعونا نعترف بأن الشباب السعودي قدم من خلال اليوتيوب أنموذجا مختلفا من البرامج، والأفلام القصيرة التي تستحق التقدير، وهذا جزء من عملنا في "ركاز" لتوسيع دائرة القدوة بين الشباب بالنماذج التطبيقية الواقعية، والتي نحاول من خلالها تشجيع المشاريع الابتكارية الشبابية الناجحة".
وأضاف أن الأفلام القيمية القصيرة بفرعيها "التسجيلي والكرتوني" على وجه الخصوص أثبتت تأثيرها من خلال تكريمها العالمي، كما حصل مع الشاب العشريني مصعب المالكي الذي فاز بثلاث جوائز عالمية خلال ثلاثة أعوام متتالية 2009- 2011، عن أعماله الكرتونية التي تركز على فكرة القضاء على الفقر.
وأشار عسيري إلى أن هيكلية المناشط المتنوعة لبرامج "ركاز" جاءت ممزوجة "بالخطاب النصائحي" الذي يقدمه التربويون والدعاة إلى جانب مشاهير برامج الشباب على"اليوتيوب"، مثل مقدم برنامج "التاسعة إلا ربع" محمد بازيد، وداعية اليوتيوب ماجد أيوب، ومنتجي برامج "حار بارد"، ومخرج الأفلام القصيرة على اليوتيوب مصعب المالكي، بهدف خلق أجواء من الاستمتاع رأسمالها "النماذج الشابة الناجحة".
مدير ركاز الرياض بدر الخنبشي أشار في حديثه إلى اعتماد برامج "ركاز" في هذه المرحلة على مشاهير اليوتيوب من الشباب، قال عنه إنه "نتيجة حتمية، إذا ما اعتمدنا على لغة الأرقام العالية لمتابعيها، خاصة أنهم يقدمون خطابا مرئياً لصورة الشاب المهتم بقضايا وطنه بصورة بسيطة ومقنعة، وهو من الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها المجموعة لتنمية الشعور الوطني لدى الشباب في المملكة".
نقطة مفصلية أخرى تحدث عنها مدير ركاز الطائف رائد الحليس تتعلق "بكاريزما" الشباب، وهم الفئة التي تستهدفهم ركاز في خطابها من سن 15 -25 عاماً، بمحاولة إعطاء المولات التجارية التي تجرى فيها برامج الحملة الجماهيرية صبغة مختلفة من ناحية تقديم "عمق الخطاب الأخلاقي" بصورة مغايرة وقيمة مختلفة، من خلال فسيفساء متنوعة من البرامج الشبابية الجاذبة للانتباه.
الخبير في مجال الإعلام الجديد وأفلام اليوتيوب، مسعد الفرحان قال في حديث خاص إلى "الوطن" إن "هناك حاجة ماسة إلى وجود دعم إنتاجي للمخرجين الهواة في مجال الأفلام التسجيلية القصيرة، خاصة أن هناك اتجاها واضحا في نوعية الموضوعات المتناولة إلى تناول الإشكاليات الاجتماعية المحلية بشكل بناء.
ورأى الفرحان أن برامج وأفلام اليوتيوب المحلية أضحت في المقابل ماركة شبابية سعودية تجاوزت في إعجابها الجمهور المحلي إلى العربي، من حيث الأفكار وابتكارية طرحها في المستوى الاجتماعي.