قبل أيام مرت الذكرى الثلاثين على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق فلسطينيين ولبنانيين في ما عرف بمجزرة صبرا وشاتيلا.

في ذاك اليوم 18 سبتمبر من العام 1982، كان كل شيء يسير لصالح إسرائيل في لبنان، بعد أن انتشرت قوات آرييل شارون في بيروت الغربية، وحاصرت المخيمين، بالتعاون مع الميليشيات اليمينية اللبنانية التي ساندتها ووقفت إلى جانبها لتحقيق هدف إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

تحت هذا الشعار الذي كانت إسرائيل تسعى إليه أيضا، نفذ شارون حقدا دفينا داخل كل يهودي متطرف، ألا وهو قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، كي لا يستولد من يبقى حيا، ما يمكن أن يكوِّن في المستقبل قنبلة بشرية ستنفجر بوجه إسرائيل ودولتها اليهودية.

كان شارون ـ عندما استباح صبرا وشاتيلا بعد أن أحكم الحصار على المخيمين مانعا الدخول والخروج إليهماـ نفسه، مناحيم بيجن، وإسحق شامير، وديفيد بن غوريون، وإسحق رابين، من زعماء عصابات "الهاجانا" و"الشتيرن"، وتاليا أحزاب "العمل"، و"الليكود"، و"كاديما"، و"إسرائيل بيتنا"، الذين ارتكبوا مجازر كفر قاسم ودير ياسين والشيخ وحواسة وسعسع وكفر حسينية، وجنين فضلا عن عشرات المجازر التي ارتكبت منذ اغتصاب فلسطين وحتى اليوم.

لم يفرق شارون في حينه بين طفل وشيخ وامرأة، فجميعهم بالنسبة إليه مشروع فدائي ستكون وجهته فلسطين المحتلة، كما لم يفرق بين فلسطيني ولبناني، فكانت المجزرة، كما مجزرة قانا فيما بعد شاهدا على لا إنسانية إسرائيل.