قبل خمسة أيام من موعد تقديم المبعوث الدولي والعربي المشترك، كوفي عنان لتقريره إلى مجلس الأمن، حول مهمته في سورية، أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أنه رغم قناعة المجلس الوطني وقوى المعارضة السورية والجيش الحر بفشل مبادرة عنان، إلا أنها متمسكة بقرار وقف إطلاق النار والالتزام بخطة عنان، قائلاً "صبرنا له حدود ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي على قتل شعبنا بسبب مشروع دولي بلا سقف زمني يريد نشر المراقبين خلال تسعين يوما، كم سيقتل فيها؟".

وأوضح غليون في تصريح إلى "الوطن" أن الشعب السوري أظهر إصراره على سقوط النظام من خلال استمراره في التظاهر والاحتجاج مواجها الرصاص بصدره العاري للدفاع عن كرامته وحريته، معتبراً أن فريق المراقبين أظهر فشل خطة عنان في منع آلة القتل من الاستمرار في استهداف المدن والقرى وتوفيرها لأبسط مقومات مشروع حماية المدنيين الذي تتبناه الأمم المتحدة.

وبين غليون أن "الجهد العربي السياسي شهد مرحلة كبيرة من التراجع، فيما اعتمد المجتمع الدولي على مبادرة كوفي عنان كمخرج للأزمة السورية رغم أنه فشل في إحداث تغيير على المستوى الميداني من حيث تصعيد النظام الدكتاتوري الأسدي"، مشيراً إلى أن الشعب السوري يدفع ثمناً غالياً للمهل الزمنية المتتابعة التي يعطيها المجتمع الدولي للنظام السوري والتي تشجعه على ممارسة مزيد من القتل والتدمير والتجويع.

وحذر غليون المجتمع الدولي والدول الصديقة للشعب السوري من حجم الدعم العسكري والمالي والتقني والسياسي الذي يتلقاه النظام الدكتاتوري في سورية من دول إقليمية ودولية على رأسها إيران وروسيا مما يزيد من صعوبة عملية حماية المدنيين التي يقوم بها الجيش الحر في الداخل السوري، مع فشل المجتمع الدولي في منع وصول هذه المساعدات التي تضم هذه الدول ومنظمات أرسلت عناصرها من العراق ولبنان واليمن تساهم في عملية قمع الشعب السوري الأعزل.