يوم الأربعاء الماضي وأنا عائد من الرياض برا كان المنظر على الخط السريع مسار الرياض/ الدمام مزدحما بشكل يبدو كأنه شارع داخل مدينة وليس طريقا سريعا طوله 390 كيلو مترا.
كنت أفكر كيف ستستوعب الدمام هذه السيارات التي من الواضح أن كل من فيها سيقضون إجازة الأسبوع واليوم الوطني في هذه المدينة؟
كنت أتصور حجم البروشورات والمطويات والكتيبات التي سيجدها سكان الرياض في بهو الفنادق والشقق المفروشة عن الأماكن التي يمكن لهم قضاء أوقات ممتعة فيها مثل المطاعم والمدن الترفيهية والأماكن السياحية والمعارض والمواقع الأثرية؟
كنت أفكر في الحيرة التي ستلف ضيوف الدمام عند التفكير في أي الشواطئ يختارون للاستمتاع بالبحر لكثرة المسابقات والمهرجانات والألعاب البحرية التي تقام على هذه الشواطئ فضلا عن الفرق الشعبية التي تؤدي شيئا من فنون البحر الجميلة؟
كنت أقول في نفسي لو لم أكن من سكان الدمام لحجزت حتما فور وصولي لها تذاكر لأزور موقع بئر النفط رقم (7)، وأزور واحدة من أهم جامعات المنطقة، وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم أزور محطة القطار، وبعدها أطل على جسر الملك فهد وأتناول مع الأسرة طعام الغداء في أحد المطاعم هناك، ثم أخصص يوما كاملا لزيارة مدينة الجبيل الصناعية، ومنها إلى بعض الجزر المشهورة هناك.
وقبل أن أعود إلى الرياض حتما سأمضي وقتا ممتعا في جزيرة المرجان بالدمام، وسأختار هناك في أي المراكب ذات الخمس نجوم في الفخامة والنظافة والجمال أركب لأستمتع مع أهلي في جولة بحرية تطوف بنا لنرى أطراف مدينة الدمام خاصة في الليل وقد ازدان البحر بانعكاسات مصابيح المدينة بألوانها الزاهية.
ذاك حلم طال بي طوال الطريق حتى أيقظتني أصوات منبهات السيارات فور دخولنا الدمام، حيث الزحمة، وحيث لا طريق دائريا ولا مستطيلا ولا مربعا، وحيث لا برامج ولا استعدادات لاستقبال ضيوف متوقع حضورهم في كل المناسبات؟
مؤسف أننا لا نعرف أن نستثمر المناسبات، ومؤسف أننا لا نهتم باستثمار مواقع مدننا وما بها من شواطئ ومواقع ومعالم لتكون مكانا للزيارة والمرح والمتعة.
إنها الدمام العتيقة في كل شيء، المدينة التي تفتقد من يبادر ليستثمر عشرات المزايا التي فيها وتحيط بها!