تقرير تلفزيوني برازيلي ينقل اعترافاً للاعب البرازيلي السابق ريناتو يؤكد فيه أنه خرج مع أكثر من خمسة آلاف إمرأة خلال مشواره الرياضي، وأن لاعبين آخرين قاموا بمثل هذا النوع من النشاط (الفساد)...
وتحقيق قضائي يؤكد خضوع لاعبي منتخب فرنسا فرانك ريبيري وكريم بنزيمة للاستجواب بعد فضيحة ممارسة الجنس مع إحدى فتيات الهوى القاصرات، لينضما بذلك إلى زميلهما الدولي الفرنسي سيدني جوفو.
تلك بعض أحوال نجوم الكرة.. سهر وفساد وفضائح، حتى ليتساءل المرء أين كان ريناتو هذا يجد الوقت للتدريب واللعب، ومن ثم اللهو والعبث الماجن؟.
حيث تتواجد النجوم يحلو لكثيرين أن يصطادوا.. وتلك حقيقة.. وهو ما يجعل من المشاهير فريسة وغنيمة طيبة لفتيات الليل ومشغليهن، لكن الأمر يطرح من جديد إشكاليات كبيرة حول ضريبة النجومية، وهل يقبل من النجوم أن يسخروها لمصلحتهم فقط، حيث يجدون المال والشهرة والأبواب المفتحة، دون أن يلتزموا ببعض الثمن الذي أقله أن يكونوا قدوة لأجيال كثيرة تراقبهم بعين المقلد.
قرأت ذات يوم أن طفلاً سئل عما يريد أن يكون في المستقبل فأجاب أنه يريد أن يكون لاعب كرة، ناسفاً بذلك صوراً تقليدية اعتدناها في مدارسنا وبيوتنا حينما كنا نسمع أطفالنا وهم يتطلعون لأن يكونوا أطباء ومهندسين ومحامين وضباطا، وربما ساهمت آلة الإعلام، وتركيزها على المشاهير وما يجنونه، في تغيير نمطية تفكير الأجيال المقبلة. لكن كل هذا التلوث يخرج المسألة عن حدودها المقبولة، ويدخلها صميم البحث عن الأخلاقيات التي يفترض أن يلتزم بها من يستحق وصف النجومية، وضرورة أن تمتد ضوابطها حتى خارج ميادين المنافسة لتشمل كذلك السلوك الشخصي.
وقد يتنطع البعض مدعياً أن ما يفعله هؤلاء يدخل في إطار الحريات الشخصية، لكن الأكيد أن الحرية الشخصية لاتعني التحرر من كل الضوابط، ولاتبرر مطلقاً أن يعزف المرء على وتر الشهرة ليفعل كل مشين بحجة أنه حر، فالنجومية التي منحها له الشارع الكروي تلزمه على الأقل باحترام ثوابت هذا الشارع.
في عالم الرياضة ثمة فساد لايمكن إنكاره، لكن الجميل أنه ما يزال الاستثناء لقلته ومحدودية انتشاره، وما يزال الالتزام والسلوك المقبولان داخل الملاعب وخارجها هما القاعدة التي يعول عليها كثيرون قبل أن تتلوث الرياضة، وقبل أن يحول البعض من المسيئين هواءها النقي إلى وباء يشل المتعة وروح الفن وسمو التنافس.