واستكمالا لما ابتدأته بالأمس حول الانتصار الهائل لهذه الصحيفة بحصولها على المركز العربي الثاني بعد أن كان الآلاف يراهنون على الانكسار والتراجع،

دعوني أشكر طاقم العمل، لأنني أعرف بشكرهم أن هذه بواعث أخي العزيز رئيس التحرير. دعوني أقل لكم إنني عشت روح هذه "الوطن" القديمة قبل أيام خلت في حفل مسائي مع كل أبنائها وأهلها، وإنني في ذلك المساء قد عدت لأيام مقبورة ومدفونة أيقظها الأخ الكريم طلال آل الشيخ. شاهدت ذلك المساء روح الأسرة الواحدة وفكرة العمل الجماعي الذي تبدو فيه قيادات هذه الصحيفة سواسية مع آخر قادم لصالة التحرير. هي روح هذه "الوطن" التي قبرناها لسنين عشر، وهنا أعترف لظروف مختلفة.

شاهدت في ذلك المساء نسخة قديمة من ذاكرة منقرضة لآخر احتفال أخوي قبل ما يقرب من عقد من الزمن، وهنا يكمن السؤال: لماذا حازت هذه الصحيفة مفاجأتها المدوية في هذا التصنيف وتحديدا في الشهور المسافرة من العام 2012؟ والجواب يكمن في تكريس الولاء وتكديس روح الأسرة الواحدة. سأختلف في أحيان كثيرة مع الأخ العزيز رئيس التحرير ولكن: للإنصاف، يجب أن نعترف بأنه أعاد إلى الصحيفة روح رئيس التحرير الذي يقف على التفاصيل ولا يكتفي بالإشراف عليها عبر الأجهزة الذكية. للإنصاف يجب أن نعترف بأنه رئيس التحرير الذي آمن بما لديه من قدرات خلاقة في الشباب الذين أعطاهم كراسي هذه الصحيفة ومن داخل الصحيفة.

للإنصاف يجب أن نقول إنه الذي أدرك أن كتابا وشبابا من (أيام) هذه الصحيفة يملؤون صحفا أخرى، ولهذا وضع كامل ثقته في الوجوه التي شاهدها حين أتى لصالة التحرير. للإنصاف يجب أن نقول إن الأخ الكريم، رئيس التحرير، يجاهد لأن يبني مجده الشخصي من خلال هذه الصحيفة التي رفعت عشرات الأسماء إلى ساحة الإعلام الوطني، ولا غضاضة لدي أن يبني الفرد قصته الخاصة إن كانت ستنعكس على الكيان والمنتج، والفيصل بيننا هو التصنيف الأخير، وهنا أدعو كل إخوتي، من أهل هذه الصحيفة، أن يكون الحكم هو التصنيف القادم. المعيار الذي لمسته في "الوطن" (الجديدة) هو المهنية والإنسانية في روح العمل.

أختم بالتحية للأخ الصغير الغالي سلمان عسكر: إنه الروح الاجتماعية لهذا الكيان، مثلما هو ذاكرته التي ماتت لسنين ثم عادت مساء البارحة.