مشاري الراجح
مما يشار إليه بالبنان هو مشاركة الجامعات العالمية في المؤتمر والمعرض الدولى للتعليم العالي بالمملكة العربية السعودية الذي عقد في نسختة الثالثة وبحلة جديدة وتوجهات جديدة. فقد شارك أكثر من 450 جامعة إقليمية وعالمية في المعرض من مختلف أقطار العالم ساعية للمشاركة وتعزيز التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية بين مؤسسات التعليم العالي ونظائرها بالعالم. وقد أطلقت بعض المؤسسات مبادرتها النوعية كمبادرة أرامكوا (إثراء شاب) وهي مبادرة تستهدف استقطاب مليوني شاب في مختلف أنحاء السعودية بحلول 2020م. ويهدف هذا البرنامج إلى تدريس مبادئ العلوم التطبيقية، التقنية، الهندسة، الرياضيات والمهارات اللازمة لإعداد جيل ثري بالمعلومات والمعارف التي تمكنه من الانخراط بسوق العمل بكفاءات عالية لما يحمله من تطبيقات عملية ومعرفية في نفس الوقت.
ومما لفت الانتباه هو عقد شراكات ذكية – إن صح التعبير- بين الجامعات الوطنية والجامعات العالمية للاستفادة من الخبرات وتجسيد جسور التواصل بينها. وقد سعت معظم الجامعات لتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون والتبادل المعرفي والنقل التقني، حيث أصبحت فرصة من ذهب للجامعات الناشئة في وطننا الغالي للاستفادة من هذه التجارب العالمية في البحث العلمي والبرامج التعليمية والأكاديمية، حيث تم استعراض هذه التجارب في الجناح المصاحب للمعرض من خلال محاضرات وورش عمل تسلط الضوء على الوضع الراهن والتطلعات المستقبلية للتعليم العالي بالمملكة.
إن مشاركة هذه الجامعات والدول من مختلف أقطار العالم ليست إلا تأكيداً وحرصاً على رؤية خادم الحرمين الشريفين وحرصه على التعليم العالي وتطبيقاً للتنمية الشاملة التي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي بالمملكة.
إن وجود مثل هذا المؤتمر سنوياً قد يساهم في تأسيس بنية تحتية ومنظومة تعليم متميزة تساعد على إعداد جيل واعد قادرعلى النهوض بالاقتصاد القومي وملب لتحديات فرص العمل المقبلة، حيث إن هناك تحدياُ في انخفاض -النافذة الديموغرافية- للسكان، حيث يكثر حالياُ نسبة من هم في سن العمل مقارنة بما هم دون الخامسة عشرة. وهذا يتطلب خطة وطنية وشراكة ذكية بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص لتأهيلهم واستقبالهم لسوق العمل وتحسين مخرجات التعليم بما يلبي ويوائم سوق العمل.