منذ تحررالفضاء الإلكتروني من سيطرة الحكومات قبل حوالي عشرين عاما بدأت ظاهرة إعلامية اسمها تكريس الإحباط، مركزة في قنوات معينة يصوغ ملامحها من يسمون (الإسلاميون الجدد). كانوا يستغلون كل حدث صغير أو كبير لترسيخ فكرهم الثوري على مدى طويل يهيجون العامة تحت شعار (نحن في أحط مراحل العرب). استغلوا جيدا الأدوات الحديثة لجذب أتباع وتنازلوا عن كل شي مقابل ذلك، وعندما يبين لهم عالم رباني خطأ المنهج وحرمة المظاهرات ومهاجمة المصالح الغربية يهاجمونه بشراسة تحت عنوان علماء السلاطين.

كان الحركيون ينتقدون علاقات الخليج مع أمريكا وعندما كان يقال لهم إنها علاقة مصالح لابد من احترامها، كان الرد إلى متى نحن منبطحون؟ أتذكرون ذلك المنبر الإعلامي العتيد الذي ظل 16عاما يستضيف من يصفنا بعبيد الأمريكان وأننا بلا كرامة؟ أتذكرون ذلك الشيخ الكهل مفتي ذلك المنبر الذي كاد يسقط من منبر مسجده من شدة تعنيفه للدول المنبطحة التي لم تقاطع الدنمارك عندما نشر فيها رسم مسيئ لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أتذكرون مساعده وأمين سره الإعلامي مؤسس منهج الشقلبة عندما ظل طوال العام الماضي يجيز المظاهرات ويحث عليها؟ تغير كل هذا عندما استلم الكرسي.. والشيخ الكهل أصبح يقول حكومة الولايات المتحدة ليس لها علاقه بالفيلم وأمينه الإعلامي لرابطته غرد أن المظاهرات فتنة.. وتبعهم جيش من أتباعهم يجرم ماحثوا عليه قبل استلام الكراسي.. ارجعوا لتاريخهم لتجدوا العجب.. وتعرفوا أن علماءنا الثقات صادقون يتحدثون بهدي القرآن والسنة ما استطاعوا.

الحركيون أخرجوا الغوغاء من القمقم والآن يحاولون إعادتهم أو إبادتهم بطريقة خبيثة للغاية. وفي هذا لنا عودة هامة.. أما الفيلم المسيئ فهو أتفه من أن يناقش. قال الله تعالى لرسوله (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)... فداه الوالدان والولد صلى الله عليه وسلم.