تأخذ حفلات تواقيع الكتب الجديدة، حالات متنوعة تتباين فيها الأماكن المختارة من قبل دور النشر المصدرة للكتاب، في محاولة منها لخلق أجواء من "الاهتمام الثقافي والإعلامي" بالمنتج المعرفي الجديد.
شريف الأحمدي يعمل منذ خمس سنوات على إدارة التظاهرات الثقافية لحفلات تواقيع الكتب عبر طريقتين مختلفتين: الأولى في التعامل مع المؤلفين الذي يلجؤون إليه لتنظيم المناسبة الخاصة، فيما الطريقة الثانية هي التعامل مع "دور النشر" لإعطاء الإصدار صورة ثقافية مختلفة.
يعتبر الأحمدي في سياق حديثه إلى "الوطن" أن هناك أجواء فلسفية في اختيار أصحاب القرار في دور النشر لاختيار مكان توقيع الكتاب خاصة إذا لم يكن في الجدول الزمني موعد لمعارض الكتب السنوية.
أجواء مختلفة ومتنوعة لتدشين الكتب رسميا بين ترتيبها في المقاهي العصرية المشهورة، فيما يلجأ آخرون إلى طريقة مختلفة وهي تنظيم المناسبة في أحد المتاحف كنوع من التجديد في الترويج الثقافي للإصدار.
وهنا يرى محمد الحليلي (صاحب دار نشر) أن حفلات تواقيع كتب مؤلفيه تخضع لمعايير صارمة من حيث جودة الإصدار، وقيمة مؤلفه، إلى جانب المحتوى "النصي الجديد" في المنتج الثقافي.
وتنصب تلك الصرامة أيضا في اختيار المكان - وفقا للحليلي - الذي يقول في حديثه إلى "الوطن": إن التوقيت والمكان يخضعان لمعايير مهمة، أدرجها في عدة اشتراطات اعتبر أنها مهمة من أبرزها مدى الانتشار الدعائي الذي سيجلب القراء لشراء الإصدار، إلى جانب اشتراط آخر هو نوعية الكتاب ومدى ملاءمته لأجواء المكان.
"الوطن" استطلعت آراء عدد من المؤلفين والمؤلفات حول طريقة اختيارهم لأمكنة حفلات تواقيع كتبهم، يمكن إجمال آرائهم في نقاط عدة منها توفير المؤسسات الثقافية الرسمية أماكن مخدومة جماهيريا تستطيع من خلالها جموع المؤلفين والناشرين استخدامها في الترويج العام بين دوائر المجتمع المختلفة.
وأضاف المؤلفون أن المقاهي العامة التي تتوفر فيها مساحات جيدة أضحت مكانا ملائما لكثرة تردد الزوار عليها، والاستفادة الدعائية منها.
هنادي العويس مؤلفة شابة وشاعرة تعد حاليا حفلة لتوقيع ديوانها وهو أول مؤلفاتها تقول في حديثها إلى "الوطن": إنها لم تجد أمامها خيارات كثيرة في الأماكن، إلا أنها اتبعت طريقة جديدة عبر إحدى الشركات المتخصصة في تطوير تطبيقات الإعلام الجديد، عن طريق بث مباشر عبر الإنترنت من خلال صفحتها على الفيسبوك، وستوقع بطريقة إلكترونية جديدة من خلال إرسال صيغة محددة هي الجملة الرسمية لكتابها على صفحات المعجبين بالكتاب.
الكاتبة هنادي عباس التي سبق أن خاضت التجربة لتوقيع كتابيها "المرأة والحرية"، وديوان حمل عنوان "صهيل فرس"، الأول كان على هامش جناح مشارك بأحد المولات التجارية في شمال جدة، والثاني كان في أحد الأماكن العالمية المهتمة بحفلات تواقيع الكتب في جدة يدعى "فيرجن"، وهو عبارة عن مزيج من سوق للكتب ومقهى.
وأكدت أيضا في سياق حديثها أن على جمهور المؤلفين النزول إلى الأماكن العامة كجزء من حالة "التبادلية الثقافية" بينهم وبين القراء، وكتشجيع على حالة القراءة بين الجماهير، التي يسوقها جمهور المؤلفين والمؤلفات.