عندمـا نعلم أن الإعلامي السعودي علي العلياني يقدم يوميا ساعتين "سعوديتين" على الهواء مباشرة عبر برنامجه "يا هلا" علـى روتـانـا خليجية، أي 20 سـاعـة أسبوعيا، أي 800 ساعة شهريا، سنجد أن المعادلة تأخذ الشكـل التالي: 800 سـاعة + بث مباشر لمحتوى سعودي + مذيع سعودي + قناة سعودية = تجاهل!
سأبتعـد عن الغمـوض، وأقول مباشرة إن المذيع الترفيهي جـدا طوني بارود يقدم 8 ساعات شهريـا وهـو يلاقـي إعلانات ترويجية لبرنامجه على مختلف قنوات روتـانـا المتنوعـة إلى جانب "إل بي سي" التـي تملك روتـانـا حصـة الأسـد فيها، بينما لا يجـد العليـاني أي احتفاء إعلاني بساعاته الـ800 سوى بضع يسير على روتانا خليجية، وجفافا كاملا عبر "إل بي سي".
إنهـا ذات العقليـة القديمـة التي ترى أن المحتوى السعـودي ليس إلا ذرا للرماد في العيون من باب التنويع ومن باب محاكاة السوق السعودية، ولكنه يبتعد عن كونه نظرة استراتيجية بالنسبة إلى إدارة المجموعة التلفزيونية التي يجلس على رأسها الشيخ بيير الظاهر.
ما نراه عبر برنامج "ياهلا" هو شأننا المحلي، وما تراه الإدارة هو "شأنهم المحلي"، ليكون الفارق في الضمير المتكلم هو الذي يحدد مدى اهتمام القناة من عدمه بالمحتوى البرامجي سواء كان سعوديا أو لبنانيا أو مصريا أو سوريا.
المحتويات الأربعة تتنافس حاليا في خريطة البرامج العربية، إلا أن المحتوى السعودي يصعد بقوة في سوقه المحلية، ولكن أحيانا تكون النظرة الكلاسيكية في أن هذا المنتج يكون فقط "إكمال عدد" أمام المعلن، ولكنه محتوى غير قابل للمشاهدة هو الذي يعطل العملية التسويقية، لذلك تجد أن إدارة القناة تنظر إلى طوني بارود بأنه "أيقونة" كانوا محظوظين بالحصول عليها، بينما ترى بأن العلياني هو الذي كان محظوظا بالحصول على فرصة للظهور على الشاشة، لذلك عليه أن يحمد ربه و"يسكت"!