ولأننا مجبرون على الاحترافية، فدوري زين يقاد أخيراً نحو اللا احترافية مهما حاول الأساتذة الكرام في هيئة دوري المحترفين السير به نحو شيء من الاحترافية يوماً عن يوم، فاتحاد الكرة يقود عملية إعادته نحو جاهليته.

كنت في حديث ودي مع أحد مسؤولي هيئة دوري المحترفين قبل فترة، وكمتابع رياضي غيور هطلت في أرضه عتباً ولوماً، فأسرّ لي بنية جريئة هذا الموسم لدى لجنته في عدم تأجيل أي لقاءٍ كان، والسير بدوري زين للمحترفين نحو مطابقة المسمى للاسم، ولكن سيدي المسؤول لم يعلم أن هناك أعلى منه، مسؤولا آخر ما زال ينعم بجاهليته، ولا يود أن يهجرها أبداً، فاجتمع رغماً عن هيئة دوري المحترفين، وأخذ قراره، ضارباً بالمصلحة العامة عرض الحائط، ورأي لجنة المسابقات بالهيئة، كما ضرب بعرض الحائط قبل ذلك الاستفادة من تجارب دول أضحت اليوم بفضله وفضل آخرين متقدمة عنّا، بعد أن كنا في يوم نسبقها بسنوات ضوئية!

"الذات العام" التي حواها بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم، كان أبرز طرائف البيان الذي خلا من المنطق في تبريراته للتأجيل، ولا منطق يبرر العبث بجدول الدوري، في ظل وجود نص واضح من الاتحاد الدولي لكرة القدم، مرجع اتحادنا الموقر، الذي يبدو أن هناك من حول مرجعه لاستراحة في غرب مملكتنا، جعلت من الذات العام نكتة الأسبوع بانفراد، نكتة قهر على حال كرة القدم لدينا.

لأننا نبحث عن أن نكون يوماً في مصاف الدوريات الأقوى، فنحن نقسو بالنقد، لست ضد النادي الذي طلب التأجيل فانحنى له الجدول بأمر اتحادنا الموقر، ولست مع النادي الذي طلب التأجيل وانحنى لأمر الجدول بأمر اتحادنا أيضاً، بل أنا مع الرياضة السعودية المغلوبة على أمرها.