انتابني شيء من الحيرة والدهشة معاً وأنا أتابع ردة فعل عدد من القياديين الذين تم توديعهم بلطف وكرم ونبل من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بمكتبه قبل أيام.
هي حيرة من اختيار التوقيت لإطلاق مثل هذه التصاريح المستغربة منهم على وجه التحديد، وإن كانت براعة مهنية من الصحافة في استثمار التوقيت من جانبها!
وهي دهشة لأنهم كانوا – وكما يعلم الجميع - الجناح المستفيد من أجواء وامتيازات وتسهيلات جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفرتها لذلك الجيل، وربما لا يحصل عليها من جاؤوا بعدهم، ومنها امتيازات وتسهيلات داخلية وخارجية ولسنين طويلة لم ينافسهم عليها منافس.
وما أن غادروا بعد طول مكث بالرئاسة هذا (الحمل الثقيل) الذي صوروه لنا، وبعد تمديدات وعقود منفصلة، وبعد تكريم خاص جداً ونادر لم يتم إقامته يوماً من الأيام بقطاع خاص أو حكومي بالمملكة - على حد علمي – حتى هذه الساعة!
وبحسن نية كنت أتوقع- والله يعلم -أن من صرح وتضايق واستفز على حد قوله من ردة فعل محسوبين على الوسط الرياضي على ابتعادهم من مواقعهم المعتقة، كنت أتوقع خطاباً إعلامياً هادئاً، متسماً برحابة الصدر، وينم عن رضا بما قدم للحركة الرياضية دون منة، فيه من الإشادة والإطراء لوقفات الوسط الرياضي عامة، والإعلام الرياضي بصفة خاصة، على وقفات لا ينكرها إلا جاحد، إلى جانبهم ردحاً من الزمن.
وكان الإعلام الرياضي يمنح ذلك الجيل كثيراً من حقه ومكانته في المنظومة الرياضية السعودية وما زال، لكن ليس من دور الإعلام الرياضي سواء لجيل قديم أو جيل جديد، أن يظل أبد الآبدين يلعب دور الممجد والمنافق والمهادن لمجرد القيام بواجب.
كإعلام رياضي نكن كل تقدير واحترام لكل من خدم وتفانى من أجل خدمة الشباب والرياضة في بلادنا من الأجيال السابقة والأجيال الحاضرة التي ترسم مستقبل شبابنا ورياضتنا، وتسعى بكل جد ومثابرة إلى الارتقاء بعقول وقدرات الشباب والرياضيين الذين يمثلون النسبة الأكبر بمجتمعنا السعودي.