هز انفجار أمس العاصمة السورية غداة مقتل حوالي 60 شخصا في أعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف إطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية. وانفجرت سيارة ملغومة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وأضرار مادية بالأبنية المجاورة". وأفاد شهود عيان أن الانفجار وقع بالقرب من مبنى المستشارية الإيرانية. وقال شاهد "سمعنا صوت الانفجار وتوجهنا فورا إلى مكانه، فوجدنا سيارة أمنية، يتصاعد منها دخان بشكل كثيف، ولكنها لم تكن محترقة، وقد شاهدنا رجال الأمن يخرجون السائق وهو عنصر أمن من داخل السيارة، وقد بدت حالته حرجة جدا، وقد عرفنا لاحقا أنه قتل متأثرا بجراحه، وقام رفاقه من الأمن بوضعه في سيارة أجرة والذهاب به بعيدا".
وقال الناشط أبو قيس عضو مجلس الثورة في محافظة دمشق "الانفجار لم يكن قويا ولم يؤد إلى أضرار مادية في محيطه، ولكننا نستغرب وصول إعلام النظام خلال دقيقتين من الحادث، كما أننا نطرح تساؤلات حول عدم احتراق السيارة التي كانت متوقفة على عبوة ناسفة كما أعلن النظام، نحن نعتقد بأن هذا تفجير مفتعل من قبل النظام وهدفه التأثير على مهمة المراقبين الأممين في سورية". كما اغتيل أمس مساعد أول في المخابرات في حي برزة بوسط العاصمة، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في غضون، ذلك يتابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد أفراده 11 مراقبا زياراته إلى عدد من المناطق السورية. وأفاد المسؤول في الوفد نيراج سينج "بلغ عدد فريق القبعات الزرق 11 مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية". وأشار إلى أن الفريق "سيزور مناطق متعددة في البلاد"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأفادت مصادر سورية رسمية أن "وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس مدينة دوما في ريف دمشق"، بعد زيارة أول من أمس استقبلهم فيها آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام.
وسمعت في دوما صباحا أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الأحد الماضي هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف. وأفاد المرصد السوري بسقوط قتيل في دوما أمس بنيران القوات النظامية. وتوقع سينج وصول مراقبين "آخرين في الأيام المقبلة".
وفي حمص أفاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم أم وابنها وابنتها قتلوا متاثرين بجراح أصيبوا بها إثر إصابة منزلهم بقذيفة "آر بي جي" في حي القصور بحمص مساء أول من أمس. وفشل المراقبون في دخول كل من حي جورة الشياح وحي القرابيص، بسبب استمرار إطلاق النار من قبل الأمن وقناصته هناك. ويشهد الحيان اشتباكات متكررة بين قوات الجيش النظامي وبين مجموعات مسلحة تابعة للجيش الحر. من ناحية أخرى استمر انتشار القناصة الكثيف في جميع الأبنية العالية في حمص، وأفاد ناشطون بأن القناصة يطلقون النار على أي شيء يتحرك، وقد سقط أحد عناصر الجيش الحر قتيلا في حي القصور برصاص أحد القناصة. وأفاد الناشط وليد الفارس عن إطلاق نار متقطع في حي الخالدية، وقال "يحاول عناصر الأمن والشبيحة استفزاز الجيش الحر، من خلال إطلاق النار باتجاه الحي من وقت لآخر، ولكن عناصر الجيش الحر لم يردوا على هذه الاستفزازات التزاما منهم بخطة عنان".
وفي مدينة القصير الحدودية مع لبنان، قال ناشطون أمس إنهم عثروا على جثتي كل من قتيبة العتر وميسر الزهراوي، وقد القيتا في بساتين المدينة. وأكد ناشطون أن الشابين كانا معتقلين في فرع الأمن العسكري التابع لمدينة القصير، في وقت سابق قبل أن يعثر عليهما وعلى جسديهما تبدو آثار إطلاق الرصاص واضحة.
وفي حماة أفاد الناشط مصعب أبو جهاد من داخل حي مشاع الأربعين عن زيارة أحد أعضاء المراقبين الدوليين إلى الحي للاطلاع على ما يحدث، مشيرا إلى أن المراقب التقى بعوائل الجرحى والشهداء الذين سقطوا أول من أمس، واستمع إلى إفادتهم، ولكنه رفض الذهاب معهم إلى مكان المقابر الجماعية التي تم دفن الشهداء فيها، بسبب خوفه من أن يتعرض لإطلاق نار، واكتفى بأخذ البيانات والوثائق والشهادات".
وفي درعا نفذت قوات بشرى الأسد حملة مداهمات في مدينة أنخل اعتقلت خلالها 23 شخصا، فيما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام. وخرجت تظاهرات مساء أول من أمس في عدد من المدن، رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان.