أود أن أقول في البدء إن الرأي عندما يتناول أحدٌ دينَنا بالشتم هو أن نتجاهل ذلك، وهذا جاء بعد استقراء لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفتاوى شيوخنا كابن عثيمين - رحمه الله- وغيره، لكن الآن الفيلم سيئ الذكر نُشر على نطاق واسع، ولم تعد هناك وسيلة لإيقاف ردّات الفعل، كما أن سب الإسلام ورسوله صار عادة عندهم، فبينما نطالب باحترام الآخر ها هو الآخر يمطرنا بقذاراته وسخافاته؛ مما يجعل الصمت حلاً غير مقبول أبداً.

ومع احترامي الشديد للكائن الصابر على السخف البشري وهو "الحمار"، لكنه المثال الأقرب والمناسب لمحاولات أميركا تهوين ما حدث، أو إعلان براءتها من ذلك الفيلم الذي طال كرامتنا، وامتهن ديننا، وتعدى على جناب رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم.

ربما صدق الممثلون فيما قالوا وأنهم لم يعلموا بحقيقة الفيلم، لكن أميركا بأنظمتها ورقابتها الواسعة لا تعلم عنه شيئاً؛ فهذا ما لا أستطيع تصديقه، بل إنني على يقين من أنها مَن شجع المحتال ومروج المخدرات السابق نقولا باسيلي على إنتاج الفيلم.

أميركا لديها قوانين تحمي كرامة الإنسان والدين، فكيف لم تشمل المسلمين فيها تلك القوانين؟ وكيف تجاوز الفيلم كل القنوات التي تشرف وتعطي تصاريح التصوير والعمل دون أن يلاحظ أحد أن الفيلم يخالف الأنظمة والقوانين والدستور الأميركي؟

نحن المسلمون نرفض العنف، لكن يا أميركا لا أجد ـ كمسلمة ـ أدنى درجة من درجات الجرأة أن ألوم الشباب على غضبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل معاني الحِلم لا تساوي شيئاً ودولة كبرى تتجاهل احترام دين هو الثاني في عدد معتنقيه في العالم، في حين أنها تحني رأسها لثلة صهاينة لا تهمهم أميركا وشعبها ومصالحها في العالم الإسلامي. فإذا كانت لا تعبأ بذلك؛ فلِمَ تطالب شبابنا المسلم ألا يعبأ؟!

ما حدث هو رسالة للشعب الأميركي ليستيقظ ويعي ما تجره إليه سياسات حكوماته التي تواصل اللهاث خلف الأموال اليهودية الصهيونية التي تساعدها في تمويل حملات الانتخاب، بينما تسمح لها باستفزاز العالم الإسلامي الذي لم يكن ولن يكون ضعيفاً أبداً حتى تتغاضى عن احتقاره وتجعل من أرضها مسرحاً لإهانته، بل أضف إلى ذلك ما تموله من حملات لسلخ المجتمعات الإسلامية عن دينها وأخلاقه، وتسويق النموذج الأميركي على حساب قيمنا وتقاليدنا الإسلامية.

ما حدث لا يكفي لإيقافه إلا تقديم من صنع الفيلم للمحاكمة وفرض تعويض ضخم، وكشف كل من كان خلفه، ليكون ذلك درساً لكل من يحاول المساس بدين الآخرين في هذا العالم، أما أن تقول هيلاري كلينتون بعد مقتل سفيرها إنه مقرف فهو مجرد كلام، ونحن لا نريد سوى الفعل يا أميركا.