سأقبل على مضض تبرير تصريحك الأخير حول الفيلم الفاحش المقزز عن نبينا وسيدنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وأنتِ تقولين إنك ترفضين محتوى الفيلم وإنه لا يمثل رأي الحكومة الأميركية، ولكنها حرية التعبير التي يكفلها البند الأول من الدستور لكل مواطن أو مقيم على الأرض الأميركية.
تعالي يا صاحبة المعالي نتناقش عن (حرية التعبير) لا عن البند الأول من الدستور، فليس لمثلي أن يناقش أمة كاملة عن بنود دستورها الموقر. دعينا نتحاور حول الهوامش ما بين القانون وبين الدستور. لماذا يكون الحديث عن معاداة السامية جريمة في القانون الأميركي رغم هذا البند الأول من الدستور؟ لماذا كان أي نقاش حول حقائق (الهولوكوست) جريمة تعاقب عليها المحكمة الأميركية بعقوبة محددة من فم القاضي الأميركي؟ لماذا وقفت حرية التعبير أمام الإشارة الحمراء عندما يتعلق الأمر بأصحاب الديانة اليهودية، وهم عشرة ملايين حول العالم، ثم تكون ذات حرية التعبير مشرعة أمام إشارة خضراء لرمز وسيد ونبي أمة كاملة من مليار ونصف؟ لماذا صادرت أميركا بندها الأول من الدستور ووضعته في مرتبة أدنى تحت القانون عند الحديث عن (السامية والهولوكوست) فلا يكون نبينا بذات الميزة والمرتبة؟
أريد لك صاحبة المعالي أن تعلمي أن لا مشكلة لي مع اليهود. مشكلتي مع الصهيونية. مشكلتي مع النفاق الذي تكون فيه حرية التعبير- أحياناً - جريمة يعاقب عليها القانون رغم البند الأول من الدستور، وأحياناً أخرى حرية مطلقة رغم أنف مليار ونصف من الأتباع المؤمنين بنبي.
عزيزتي صاحبة المعالي، رغم تقديري للملايين الذين سيحسبون علي استهلالي لك بالعزيزة: هل بقي لديك أدنى شك في جواب السؤال: لماذا يكرهوننا؟ هذا العالم الملياري من البشر لا يكرهكم لمجرد فيلم أو رسم لأن نبينا فوق الأذى، وأرفع من هذا الانحطاط باسم حرية التعبير.. هؤلاء يكرهونكم لأن الشواهد منكم في قمة النفاق والمخادعة. لأن البند الأول من دستوركم الذي تتحدثين عنه مطاطي هلامي ومخترق بقانون انحيازي من فوق الدستور. أما نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فالحكم للتاريخ: لقد ابتدأ فرداً وحيداً مطارداً ونحن وراءه اليوم ملياراً ونصف.