لم تُخفِ السيدة هيلاري كلينتون، منّة بلادها على الشعب الليبي لجهة إنقاذه من السلطة الجائرة، التي كانت تحكمه وتتحكم في مصيره في ظل حكم العقيد معمر القذافي.

لا شك أن الدور الأميركي والأطلسي كان حاسما في انتصار الثورة الليبية، ولكنه لم يكن حاسما بقدر كبير في إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، بعد أن ساهم، أو تغاضى، عن إنشاء ميليشيات، وتجمعات عسكرية وسياسية في أنحاء ليبيا، لم يستطع الحكم الجديد استيعابها أو التخلص منها.

قالتها السيدة هيلاري بصوت عال: "كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدنا على تحريره، وفي مدينة ساعدنا على إنقاذها من التدمير"، متغاضية عن الأكلاف البشرية والمادية التي أصابت ليبيا وأعادتها إلى العصور الغابرة.

لم تتحدث السيدة كلينتون ولا الرئيس باراك أوباما عن السبب الذي أدى إلى مثل هذا الحادث الأليم، والمرشح أن يتصاعد في الأيام المقبلة في الدول الإسلامية، مع أن مصدره الولايات المتحدة.

فالفيلم السينمائي المسيء للرسول وللإسلام، الذي أنتجه أقباط مصريون يحملون الجنسية الأميركية، ويتغذون من اليمين الأميركي المتشدد وإسرائيل، علامة بارزة على تغاضي المسؤولين الأميركيين عن هذه الإساءات، تحت شعار حرية الرأي، فيما يجهد القادة المسلمون إلى إيجاد القواسم المشتركة بين الأديان، والابتعاد عن الاختلافات.

لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، سباقا في هذا المجال، عبر إنشائه مركز حوار الأديان، وانفتاحه باسم الإسلام على ساسة الغرب. أفلم يكن حريا بالغرب عامة والأميركيين خاصة أن يتقدموا خطوة في هذا الاتجاه؟