أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أنه لن يتفاوض مع دولة الجنوب مرة أخرى رغم النداءات الملحَّة من قبل الأمم المتحدة وأميركا. وقال في مدينة هجليج التي زارها أمس "لا تفاوض مع هؤلاء، ونتمنى أن يكون هذا هو الدرس الأخير حتى لا نضطر لإفهامهم بالقوة".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعا الجمعة الماضية رئيسي البلدين "للتحلي بشجاعة العودة إلى طاولة المفاوضات". كما ناشدهما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف التصعيد العسكري والإعلامي واستئناف المحادثات التي بدأت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي ومبعوثه ثابو مبيكي.
إلى ذلك تبادلت دولتا السودان الاتهامات مجدَّداً حيث اتهم كل طرف الآخر بشن اعتداءات على أراضيه، ففي الوقت الذي أعلنت فيه القوات المسلحة السودانية أنها تصدت لهجومٍ ضخم شنَّته القوات الجنوبية على مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان بعد أن كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إلا أن جوبا نفت هذا الاتهام، مؤكدة أن الطيران السوداني شن غارات على ولاية بانتيو، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص. وأكدت مصادر عسكرية أن طائرتين عسكريتين من طراز (ميج - 29) قصفتا المنطقة وأسقطتا مجموعة من القنابل مما أدى إلى اندلاع حريق ضخم في سوق المدينة. وقال نائب رئيس مخابرات الجيش الجنوبي ماك بول "لقد قصفوا جسراً استراتيجياً يربط بين المدينة والطريق المؤدي إلى السودان. هذا تصعيد خطير وانتهاك لأراضينا واستفزاز واضح". وبدوره نفى المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد هذه الاتهامات قائلاً "نرفض هذا الاتهام بقصف بنتيو. ولا علاقة لنا بما يدور في ولاية الوحدة".
وعلى صعيد الوضع في هجليج أكدت السلطات السودانية أنها تمكنت من إخماد الحرائق في الحقل النفطي باستخدام تكنولوجيا متقدمة ودون الاستعانة بخبرات أجنبية. وقال مدير الدفاع المدني اللواء هاشم حسين "الجميع اشترك في إخماد النيران وتم إنقاذ البنيات النفطية وسنستأنف ضخ البترول قريباً".
من جانبها أعلنت مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى السودان روزلاندا مارسدن عن عقد مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بلوكسمبورغ اليوم، لمناقشة التطورات الأخيرة بين دولتي السودان. مؤكدة حرص الاتحاد الأوروبي على عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن حتى يمكن قيام علاقات طبيعية بين البلدين.