تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، حيث أعلن الأخير أمس أنه سيبدأ مشاوراته مع رئيس الجمهورية جلال طالباني والأطراف الكردية المختلفة لبحث مسألة وصفها بأنها تتعلق باستقلال كردستان، في إشارة إلى تشكيل دولة كردية، محمِّلاً المالكي مسؤولية تدهور الأوضاع السياسية في البلاد. وفي تطوّر لافت أعلن بارزاني أنه يعارض بيع الولايات المتحدة طائرات (إف16) إلى بغداد في ظل رئاسة المالكي للحكومة، وذلك خشية أن يستخدمها ضد الأكراد. وقال في لقاء مع عدد من الصحفيين لإطلاعهم على نتائج زيارته إلى واشنطن وأنقرة "يجب أن لا تصل هذه الطائرات إلى يد هذا الشخص (المالكي)". وأضاف "إما أن نعمل على منع وصولها إليه لينفِّذ ما يجول في ذهنه ضد الأكراد، أو يجب أن يكون خارج السلطة حال وصولها". ويبرِّر بارزاني هذه المخاوف بأنها مبنيّة على أساس لقاء جمع المالكي بعدد من قياداته الأمنية تناول الخلافات بين بغداد والإقليم. وخلال اللقاء طلب عدد من الضباط الضوء الأخضر لطرد الأكراد خارج أربيل، وأجابهم المالكي "انتظروا لحين وصول طائرات إف16 بحسب قوله".

من جهة أخرى أكد بارزاني رغبة شركة إكسون موبيل الأميركية المضي قدماً في تعاقداتها التي أبرمتها مع الإقليم. وقال "عندما ذهبت إلى أميركا التقيت برئيس الشركة ومسؤوليها وقالوا إنهم ملتزمون بما وقعوا عليه معنا". وأشار إلى أن وجود الشركة يعني توفير حماية كبيرة للإقليم من تهديدات بغداد.

من جهة أخرى قالت مصادر في ائتلاف دولة القانون إن المالكي تمكَّن من تحقيق نتائج إيجابية في زيارته الأخيرة إلى إيران تتعلق بتقريب المواقف بين واشنطن وطهران تجاه العديد من القضايا. وقال نائب الائتلاف عادل شرشاب "حرص رئيس الحكومة خلال لقاء المسؤولين الإيرانيين على التعاون مع المجتمع الدولي لضمان استقرار أمن المنطقة، لاسيما أن بغداد ستحتضن نهاية الشهر المقبل المؤتمر الدولي حول الملف النووي الإيراني". إلى ذلك أعلن قيادي في الائتلاف رفض الكشف عن اسمه أن المالكي اصطحب معه أحد مسؤولي السفارة الأميركية في بغداد إلى طهران.