حققت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن (43 عاما) بوصولها إلى المرتبة الثالثة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية هدفها القاضي بفرض نفسها خلال بضعة أشهر على رأس حزب نجحت في إخراجه من دائرة المحرمات، محققة نتيجة تاريخية تضع اليمين المتطرف في صلب الحياة السياسية.
ومع حصولها على أصوات نحو خمس الناخبين (18,01% بحسب النتائج شبه النهائية الرسمية) في الدورة الأولى، تمكنت النائبة الأوروبية التي نشأت في ظل والدها جان ماري لوبن مؤسس أحد أحزاب اليمين المتطرف الأقوى في أوروبا، من فرض نفسها بشكل دائم في المشهد السياسي الفرنسي.
ولم يسبق لأي حزب من أقصى اليمين في فرنسا أن يحقق مثل هذه النتيجة في انتخابات وطنية.
وبعد 10 سنوات على المفاجأة الكبرى التي أحدثها والدها بانتقاله إلى الدورة الثانية، فإن مارين لوبن تخطته من حيث عدد الناخبين ونسبة المقترعين لها.
وهي تجاوزت بسبع نقاط النتيجة التي حققها في انتخابات 2007 التي فاز فيها الرئيس نيكولا ساركوزي وقد صرح جان ماري لوبن فور صدور النتائج "لقد سلمتها القيادة".
وأعلنت مارين مساء أول من أمس "هذه الليلة تاريخية". وقالت مخاطبة ناشطيها في باريس "نحن المعارضة الوحيدة في وجه اليسار الفائق الليبرالية، المتخاذل والمناصر للحريات الشخصية".
وتابعت "إن معركة فرنسا لا تزال في بدايتها، لن يعود شيء كما كان"، معتبرة أنها "أسقطت هيمنة الحزبين، حزبي المصارف والمال والشركات المتعددة الجنسيات، والتخاذل والاستسلام".
وستعلن مارين في الأول من مايو المقبل عن موقفها بالنسبة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من الشهر، بعدما كانت حذرت خلال الحملة من أنها لن تدعو إلى تجيير أصواتها إلى الرئيس المنتهية ولايته.
ويتساءل المراقبون الآن إلى أين يمكن أن تصل هذه السياسية، بعدما كان الخبراء يتوقعون بين 1972 و2011 حين كانت الجبهة الوطنية بقيادة جان ماري لوبن المعروف بتصريحاته العنصرية والمعادية للسامية، ألا يصل الحزب إلى عتبة 20% من الأصوات.
وكانت استراتيجية ابنته التي تسلمت مقاليد الحزب في يناير 2011 تهدف إلى تفكيك اليمين لتصبح هي "مركزه" الجديد وكانت تامل في تحقيق أكثر من 20% من الأصوات. والهدف الحقيقي هو تحويل الجبهة الوطنية إلى حزب مؤهل لتولي الحكم وليس مجرد حزب معارض.
وبدأت مارين المطلقة والأم لثلاثة أولاد العمل السياسي عام 1993 في سن الـ24 مرشحة للانتخابات التشريعية في باريس بعدما درست القانون في جامعة أساس في باريس حيث تنشط تاريخيا مجموعات صغيرة من اليمين المتطرف.