كثيرة هي الأمثال العربية والشعبية التي تنطبق على حال إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم المكلف، ولن أجد مثلا ينطبق على حالها إلا المثل الشهير"الطاسة ضايعة"، والذي يعني غياب الانضباطية وفقدان الهوية الإدارية وضياع السيطرة، فقد أبرز تأجيل لقاء الأهلي والاتحاد أشياء من ذلك الضياع الذي أصبحنا لا نعلم بأي يد يدار الاتحاد، هل بيد زيد أم عبيد؟ أم أن هناك تفسيرا آخر؟ وهو الأقرب في ظني وظن الكثير من المراقبين والمتابعين للمشهد الحالي أن هناك من لا يريد تحقيق التقدم للإدارة المكلفة ويرغب في إفشال مساعيها في رسم لبنات "اتحاد جديد يعمل باحترافية"، ومحاولة لإرباك العملية الانتخابية لرئاسة اتحاد القدم، ومرحلة ما بعد الانتخابات.
بالون "ديربي جدة" جاء انفجاره قويا ومدويا في خلق مصطلح "الذات العام" الذي أصبح يُلاك على الألسنة، وزادهم مخزونا ثقافيا جديدا بمن فيهم كاتب هذه الأسطر.
منذ استقالة الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل، من منصبه كرئيس لاتحاد القدم، دخل الاتحاد في أزمات مالية وإدارية لم يكتب لها حالات استشفاء سريعة، وأصبح موقفه حرجا للغاية أمام اللجان المختصة وأمام رؤساء الأندية وفي تدبير شؤن المنتخبات السعودية، وبدأنا نلمس في عهد وجيز محاولات لإجهاض مجهودات الاتحاد المكلف عبر موجات الاستقالات، وفي أحيان أخرى بتبادل الردود والاتهامات المغلفة بصفات تتعارض مع السمات الإدارية والشخصية التي عرفناها عن أحمد عيد، ومرد ذلك وجود ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ من يريد أن يتغنى الجميع على أطلال الماضي.
ولانقول إلا "اللهم أهد الجميع وآلف بين قلوبهم واجعلهم هداة مهتدين".