لا يمكن أن يكون التعبير عن الاحتجاج ضد كل ما يسيء للمسلمين والإسلام والشعائر الإسلامية بالتكسير والدمار فقط، أو بالمظاهرات، بل بنفس الطريقة التي تمت بها الإساءة.
ما زال المسلمون غائبين عن ساحة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، الذي ينقل سماحة الإسلام والصورة الحقيقية له، والاعتراض الدائم على الإنتاج التلفزيوني للشخصيات الإسلامية سيجعلنا منغلقين على أنفسنا. فالغربيون مهووسون بالإعلام والشاشة، وما دام أنها تؤثر، ونعلم أنها تؤثر، ما نزال غائبين عنها.
الفيلم المسيء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي تم إنتاجه وعرضه على شبكة الإنترنت، وتسبب في موجة احتجاجات في كثير من الدول الإسلامية، هو ناسف لكل جهود المقاربة بين الأديان والحوار فيما بينها، وليست المرة الأولى التي تتم فيها الإساءة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو للرموز الإسلامية من قبل بعض المنتجين، أو صانعي الأفلام غير المسلمين.
في فترة إحياء الولايات المتحدة لذكرى الحادي عشر من سبتمبر، أتى عرض الفيلم المسيء ليكون نكبة على الأميركيين أنفسهم، لكن عدم اتخاذ إجراءات تجاه منتجي الفيلم ستزيد من شدة الاحتقان.
في نفس ليلة الاحتجاجات الإسلامية، القنوات العربية تعرض الاحتجاجات فقط، بينما كانت CNN تناقش خطورة مثل عرض هذا الفيلم، وأحد المحللين الأميركيين يقر أن الفيلم مسيء ومهين، والرئيس الأميركي أوباما يرفض هذا الفليم، ويعبر عن استيائه تجاه ما تم عرضه. المضحك أن العرب والمسلمين كانوا غائبين، والقنوات نائمة، ناقلة للحدث فقط، دون أن تخوض في غمار التفاصيل، وتطرح الحلول، وتشارك في نقد لاذع يتسق مع لغة الاحتجاج في الشارع الإسلامي. في كل حدث كهذا، نتحدث عن إنتاج إسلامي مضاد، أو طرح إسلامي متسامح بلغات الآخرين، وليس باللغة العربية. مسلسل "عمر" إنتاج ضخم، تمت محاربته من بعض المسلمين، وتمت ترجمته لعدة لغات، نحتاج إلى أكثر من مسلسل "عمر"، ونحتاج إلى صناعة سينمائية إسلامية، تجعل المتابع الغربي نفسه يرد على مثل تلك الأفلام المسيئة، بدلاً من أن يدين احتجاجات المسلمين.