في مثل هذا اليوم (23 أبريل) من عام 1616 كان الأدب العالمي يعيش خسارة فادحة برحيل شخصيتين رمزيتين ذواتي أثر محوري في مسيرته هما: وليام شكسبير واجهة الأدب الإنجليزي وكاتب أهم أعمال في تاريخ المسرح حتى الآن، ومعه صاحب (دون كيشوت) الأديب الإسباني ميجيل دي سرفانتس، الذي يعد من أبرز الأسماء في الأدب الإسباني وأكثرها حضورا وأهمية خلال القرن السابع عشر. الرجل الذي مات فقيرا وهو المؤمن تماما أن للثروة والمجد طريقين وحيدين هما العلم والسلاح. إلا أن بلاده تكرمه اليوم بوضع صورته على قطعة الـ50 سنتا الجديدة.
ولكن بعد قرنين من تلك الحقبة، شهد اليوم نفسه، وتحديدا (بين عامي 1858-1951)، مولد 5 فائزين بجائزة نوبل، ورحيل فائز واحد.
حيث ولد عالم الفيزياء الألماني ماكس بلانك، والطبيب الدنماركي يوهانس فيبيغر، ورئيس الوزراء الكندي ليستر بولز بيرسون، والاقتصادي السويدي بيرتل أولين، والأديب الآيسلندي هالدور لاكسنس، فيما توفي نائب رئيس الولايات المتحدة تشارلز جيتس دويز.
وهي مصادفة جعلت من هذا اليوم التاريخي جديرا بأن تخصصه اليونيسكو في عام 1995 "يوما عالميا للكتاب"، تذكيرا بمكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء ساهموا في التقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية.
فكرة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بدأت من مدينة كتالونيا، حيث جرت العادة على إهداء وردة لكل من يشتري كتاباً في 23 أبريل، الذي يصادف أيضا الذكرى السنوية الـ80 لإنشاء فهرس الترجمات – اليونيسكو.
وكما جاء في بيان نشرته اليونسكو أمس، أنها ستحتفل بهذه الذكرى بمناقشة فهرس الترجمات في مقرها بباريس اليوم، بمشاركة العديد من الباحثين ومستخدمي فهرس الترجمات، إضافة إلى أخصائيين في مجال الترجمة وسوق الكتب.
من جهتها، قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، بهذه المناسبة "إن علاقتنا بالكتاب تحدد علاقتنا بالثقافة، في جزء كبير منها". وأضافت: "إن عالمنا يحتاج إلى أن يدرك تنوع الثقافات، وإلى أن ينمّي في ذهن كل رجل وامرأة، كفاءات التفاعل بين الثقافات، بحيث تصبح أقوى بكثير مما هي عليه".
وترى بوكوفا أن ذلك وحده هو ما يمكننا من العيش معا في مجتمعات غير متجانسة، تتصدى معا للتحديات المشتركة، وقالت: "إن هذا اليوم للتذكير أيضا بأن الكتب فرصة وقوة يجب أن توضعا في متناول جميع البشر".
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، تدعو اليونسكو إلى التعبئة حول الكتاب وإلى مساندة أولئك الذين يعيشون من دخل الكتاب وأولئك الذين يبثون الحياة في الكتاب.
يذكر أن اللجنة المؤلفة من ممثلين عن الرابطات المهنية الدولية الرئيسة الثلاث المعنية بعالم الكتاب، سبق أن حددت مدينة يريفان (أرمينيا) "عاصمة عالمية للكتاب" لعام 2012، وذلك في اجتماع انعقد في مقر اليونيسكو مطلع يوليو 2010.