خسارة ثانية تلقاها المنتخب السعودي الأول في ظرف خمسة أيام، جاءت هذه المرة أمام منتخب الجابون، وهو ليس من منتخبات الصفوة العالمية، وليس له ذاك الباع الطويل في التاريخ والمنجز.
والقضية ليست في الخسارة، فهي واردة في كل حال، وإنما في الفائدة التي خرج بها الأخضر من المواجهة، ولعلها في اعتقادي تكمن في أنها كشفت لنا أن لاعبيه يؤدون مبارياتهم بـ"الشوكة والسكين"، مكتفين بالمهارة وحدها سلاحاً في عالم تتحول كرة القدم فيه إلى سلسلة من الصراعات والاحتكاكات الثنائية.
كان الفارق شاسعاً في المقدرة البدنية بين لاعبي الأخضر والجابونيين، وفي كل المواجهات الثنائية انتهى الأمر لمصلحة الأفارقة.
لن نقفز فوق الحقائق، ونوغل في الخيال وندعي أن هناك فرصة لمجاراة الأفارقة بل وحتى كثير من المنتخبات الأوروبية في البنية الجسمانية، لأن هذه فوارق طبيعية تتعلق بعوامل كثيرة لها علاقة بالبيئة والوراثة والأنظمة الغذائية والممارسات الصحية والعادات السلوكية وغيرها.
كما لن يكون من المعقول أن نحشد مجموعة من لاعبي بناء الأجسام مفتولي العضلات في مباراة لكرة القدم طالما أنهم لا يمتلكون مهارة ممارسة كرة القدم.
من هنا، تبدو الفائدة، أن نعمل على تركيز الحماسة والإرادة في نفوس لاعبينا، لتكونا سلاحين إضافيين للمهارة، يمكن أن تقلصا فارق البنيان الجسماني، وتعززا الروح القتالية، وتقلصا الفارق مع الآخر إلى حدود مقبولة للغاية، ربما تمكن لاعبي الأخضر من ترك الشوكة والسكين جانباً، ليستخدموا أسنانهم ونواجذهم دفاعاً عن رغبتهم بالفوز.