حفل العدد الأخير من مجلة "الحركة الشعرية" المهجرية التي تعنى بالشعر العربي الحديث بقصائد لشعراء من بلدان عربية مختلفة ومن المهاجر في أنحاء من العالم. ومن الطريف أن في العدد قصيدتين من شاعرين هما زوج وزوجته. الزوجة نجوى سلام براكس تهدي قصيدتها أو مقالها الوجداني الذي حمل عنوان "تسع سنوات في مسيرة الحب" بهذا الكلام "إلى حبيبي بعد تسع سنوات من زواجنا".
تقول "تسع سنوات في مسيرة الحب وعيناك ما تزالان شمسي وقمري.. بهما اهتدي في احليلاك دروبي." ويرد الزوج الشاعر غازي براكس بقصيدة "الحب الفادي" التي أهداها "إلى نجواي الحبيبة" فيقول بشعر كلاسيكي: "سنى حبي وحبهم تراب فأين من الرؤى ذاك السراب تعانق مهجتي فردوس ربي وشهوتهم ودنياهم تباب أيجتذب النجوم حفيف أفعى إلى الوديان مسكنها العقاب ملذات الورى جيفا ترامت جياع حولها احتشدت كلاب".
العدد الذي جاء في شكل كتاب من 147 صفحة متوسطة القطع احتوى على 43 قصيدة وعلى سبع مقالات وأبحاث. كما ضم قصيدتين باللغة الفرنسية وقصيدتين باللغة الإنجليزية لشعراء عرب. وهناك عدد من القصائد لم يكتب مرسلوها أسماء بلدانهم.
أما الحصة الكبرى من القصائد فكانت لشعراء من العراق إذ توزعت القصائد على الشكل التالي: من العراق 16 قصيدة ومن المغرب ست قصائد ومن لبنان أربع قصائد ومن المملكة العربية السعودية أربع ومن الأردن قصيدتان. ووردت قصيدة من كل من لندن ومصر وليبيا وفرنسا وتونس والجزائر.
ويتولي رئاسة تحرير المجلة الشاعر المهجري اللبناني قيصر عفيف الذي يصدر المجلة من مغتربه المكسيكي.
أول موضوعات العدد كان مقالة لأمين تحرير المجلة محمود شريح عن الشاعر اللبناني الراحل خليل حاوي حمل عنوان "عودة إلى حاوي..سيد الحداثة في ذكراه الثلاثين".
أولى القصائد كانت لقيصر عفيف وهي ذات نفس صوفي وعنوانها "هذه الغابة" وفيها يقول "هذه الغابة لا ريب/ فيها بيت للمتعبين/ فيها عزاء للهاربين من وجوههم/ فيها فيء للواقفين في حرارة الصحراء/ راحة للمسافرين في دهاليز الضلال ونور للقابعين في زوايا الحيرة/ وسجون الحلك/ ادخلوا الغابة حيث تأتون آمنين/ تأكلون ما لا تعرفه الطيبات/ وتدلفون إلى حيث لا تألفون/ أو تعرفون/ ترثون السلالة العرفانية/ وتمضون من انبثاق إلى انبثاق."
هدى المبارك من المملكة العربية السعودية في قصيدة بعنوان "الظن" تقول "أنام أنا/ والقصيدة تسهر مع الظل/ تحرس الأفكار من الهروب/ لست أنا من يلعب بالرمل ويصنع عصافير تحمل صوت قطط/ لست أنا من أفرغ المحبرة فوق رأس جدي."
العراقي حسين ناصر يهدي قصيدته "زغب الطفولة" إلى أخيه الراحل فيقول "سأمر من وجعي إليك/ يلفني زغب الطفولة/ في الشارع المسكون/ بالمرح العتيق.