هذا المنتخب الشاب الذي توج قبل يومين بكأس بطولة الخليج الأولمبية لكرة القدم، أراه أكبر من لقبه الذي حققه، ورأيت فيه منتخب الأمل الذي سيعيد لنا ذلك الزمن الجميل الذي لا زلنا نتذكره.
لكن المهم ألاّ نبالغ في الإطراء ـ مع أنهم يستحقون الكثير ـ، والأهم من التركيز على الفوز ببطولة الخليج، أن نحافظ على هذه المجموعة، وتصعيدها مستقبلاً بكامل أسمائها، لتكتب صفحة جديدة مليئة بالمنجز، وهي قادرة على ذلك.
لقد غيّب الكرة السعودية التي لا ينقصها وجود المواهب عن الحضور إقليمياً وقارياً وعالمياً خلال السنوات العشر الماضية، الـ "عبث" ـ الذي كان يمارسه كلّ من هو غير صاحب اختصاص، وما أكثر هؤلاء الذين أضروا بالكرة السعودية، سواء كان ذلك بقصد، أو بدون قصد، بحسن نية، أو بسوء نية.
إذا كنا نريد عودة لكرتنا لتستعيد مكانتها، فإن أول ما يجب أن نفعله أن نسلّم أمور المنتخبات لأهل الاختصاص من إداريين مؤهلين، ومدربين مشهود لهم بالكفاءة والخبرة، وإبعاد كل من يعمل لمصلحة ناديه على حساب منتخب الوطن !
ولأن المثل الشعبي يقول " الضرب في الميت حرام"، فإن الحديث عن المنتخب الأول لا يجدي أبداً ـ ليس لأنه خسر من إسبانيا والجابون ـ، وإنما لأنني لا أرى أي أمل في تطور أداء هذه المجموعة، ولا أرى بصمة لمدرب أخذ "الوقت والمال" !
ولذلك، لم يعد من المناسب الحديث عن إعطاء " فرص" للمدرب الهولندي فرانك ريكارد، أو إعطاء مهلة للاعبين الحاليين، الذين أقترح عليهم أن يعلنوا عن اعتزالهم دولياً، كما فعل زميلهم ياسر القحطاني !
ولا شكّ أن الوقت الحالي، هو وقت البصاص الصغير، وعبد الرحمن الغامدي، وصالح الشهري، وفهد المولد، وبقية زملائهم، فمع تحقيقهم لقب البطولة بجدارة، فقد حققوا ألقاباً أخرى، فلقب أفضل لاعب ذهب للقائد المميز مصطفى بصاص، ولقب الهداف حققه القناص الصغير عبد الرحمن كامل الغامدي، والبقية منحهم الشارع الرياضي ألقاباً مماثلة.
ومع المطالبة بالتغيير السريع في منظومة العمل الإدارية والفنية في منتخبات كرة القدم، فليس من المعقول استمرار بعض الأسماء القيادية في بعض اللجان، وهي التي لم تستطع تقديم الإضافة المطلوبة، مع استثناء رابطة دوري المحترفين بقيادة محمد النويصر.
ولعل ما حدث من لجنة المسابقات بشأن طلب النادي الأهلي تأجيل لقائه الدوري مع شقيقه الاتحاد، وما أعلنته اللجنة من رفض قاطع، يؤكد أن عمل اللجنة يفتقد لأبجديات العمل المنظم، وكان عليها قبل أن يطلب الأهلي أن تبادر إلى تأجيل مباراة الديربي، ومباراة الفتح مع التعاون !
ولو كانت فعلت ذلك منذ وضع جدول المباريات، لما وجه لها أحد اللوم، ولكنها بتصرفها الحالي أحرجت نفسها، وأعطت للشارع الرياضي صورة عن إخفاق اللجنة في التمييز بين ما هو مهم، وما هو "أهم" !
والآن أسأل هذه اللجنة الموقرة بعد أن فصل اتحاد الكرة في الأمر وأخذ رأي النادي المنافس الاتحاد الذي أعطى موافقته، أسألها : لماذا لم تقم هي بسؤال الاتحاد، وسؤال التعاون حتى تخرج من هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه؟.